تجنبوا الأخطاء الإملائية فجمالها بصحتها |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#المغرّد
الدكتورة – رهام زهير المومني –
لست معلمة لغة عربية لكني تأسست بتعلم أبسط قواعد اللغه وأساسياتها، وما دفعني لكتابة هذا المقال هو تشويه الكلمات والأخطاء الإملائية المتكررة التي لاحظتها على صفحات التواصل الاجتماعي، خصوصا الواتس أب، فأصبحت أرى هذه الكلمات مثل الثوب بلا أزرار والقميص او الجاكيت بلا أكمام.
فكثير من الناس يقعون بهذه الأخطاء، لتتأكد وقتها ضعف قاعدتهم البنائية للغة العربية، فيتجاهلون همزة أحيانا ويبدلون الحروف أحيانا أخرى، أو يكتبون الكلمات كاملة بشكل خطأ، وهذا نتاج عدم مراجعة المحتوى قبل النشر.
ما يزعجني، هم هؤلاء المثقفون وأصحاب الشهادات أو الأكاديميون، هنا يصبح الخطأ الإملائي أو اللغوي غير مسموح به، وتكمن الكارثة في أنه يعرف أنه مخطئ ويستمر، أو لا يعرف أنه مخطئ وهنا كارثة أكبر.
وأنا طالبة بالابتدائي طلبت مني معلمة العربي نسخ الدرس عشر مرات، رجعت إلى البيت مستاءة منها معتقدة أنها قاسية علينا، وشكيتها لأمي فقالت لي لو كنت مكانها سأجعلكم تنسخون الدرس أكثر من عشر مرات لأنكم ستعرفون قيمة ذلك في المستقبل وستدركون أنكم اكتسبتم ثروة عظيمة، فالخط مهم وهو أول درجة على درجات سلم الحياة لتصبحوا قادة بالمستقبل وتعرفون كيف تتجنبون الوقوع في الأخطاء ليس فقط من الإملاء وإنما بكل الحياة لأن التكرار يتعلم منه المجتهدون والمُجدّون.
منذ صغري وأنا أهتم بالتفاصيل والترتيب والتميز، طلبت منا المعلمة مرة أخرى واجب نسخ وكان أصبعي يؤلمني، فطلبت من جدتي التي كانت بضيافتنا – ليومين – أن تنسخ بدلا مني، وافقت جدتي حيث كان النسخ أنيقا على دفتر 64 ورقة ومجلد بالورق والنايلون وعليه طابع مدون عليه اسمي وصفي وشعبتي، بالمناسبة كانت جدتي تقرأ وتكتب من دون أن تتعلم بالمدرسة، لكنها درست الحياة وعرفت أسرارها ونهلت من معارفها الكثير، فهي عبق الماضي وجمال الحاضر وأمل المستقبل، المهم أن المعلمة عندما عرفت أن أحدا غيري عمل الواجب اعترفت لها بذلك فقالت لي يا بنيتي هذه المرة سماح لأنك قلت الحقيقة ولأن الخط جميل، ولكن في المرات المقبلة إنسخي وانسخي، ستتعلمين أكثر وستملكين مهارة الصبر والحلم وسيزداد خطك جمالا كجمال وجهك وسيصبح لك تأثير بالحياة.
كلمات ومواقف تبقى معنا من الطفولة لم ننسَها، نسعد عندما نسترجعها، ومنذ ذلك الزمن الجميل الخالي من المفاجآت غير السارة، زمن الحب والسلام، أعطيت اللغة العربية أهتماما أكبر وساعدتني أمي معلمة اللغة العربية في تجنب الوقوع بالأخطاء بنسبة كبيرة كتابة ولغة وبالمستوى المطلوب الطبيعي، كيف لا… وهي اللغة الأم هي لغة الضاد ولغة القرآن، هي اللغة المقدسة التي لا تتم صلاة ولا عبادة في الدين الإسلامي إلا بإتقانها، كما أنها لغة شعائرية لدى عدد من الكنائس المسيحية على إمتداد الوطن العربي.
يجب العمل على تكريس جزء من وقتنا لتعلم ما لا نعلمه، أو ما لم نتعلمه، لنعمل على المحافظة على هذه اللغة الجميلة وعلى عدم تشويه كلماتها ومعانيها، فجمالها نابع من تفردها، وإذا عملنا ذلك لن نفقد الهدف والغاية فلنبدأ بالتغيير ولنبدأ بأنفسنا.
الأول نيوز-
|
|
|
|
|
|
|
|
|