عا هدير البوسطة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
مشكلة بعض القوى السياسية المرتبطة بالفساد أنها لا تستطيع أن تدين الحراك المدني جهارا، فمن يمكنه "تجريم" من خرجوا إلى الشارع شاهرين فقرهم، مطالبين بفرصة عمل وحياة كريمة؟ ومن في مقدوره أن "يشيطن" آلام الناس وقد حددوا وجهتهم على طريق مكافحة الفساد بعد أن تخلفت السلطة؟ من هنا، الكل مع المطالب المحقة، لكن ثمة بينهم ما يستحضر كما في كل مرة "نظرية المؤامرة"، بدءا من تمويل السفارات وهذا ما لم ينطلِ على أحد، فيما الآن تمسك المعادون لـ "ثورة الناس" بما ترسخ لديهم من قناعة بأن بعض المتظاهرين مغرر بهم لصالح قوى صهيونية، يعني معادية تلقائيا للمقاومة، وهذا ما تجلى بالأمس مع قضية "بوسطة الثورة"، وبأنها "مشروع فتنة" وتضم "قواتيين" و"كتائبيين"، الأمر الذي اقتضى توضيحا من النائب أسامة سعد أكد خلاله ترحيبه بـ "البوسطة" في ساحة إيليا في صيدا.
من هنا، يمكن أن نلاحظ مدى إحراج قوى السلطة حين تقدم توصيفين مختلفين لحراك الناس شبابا وشابات ومواطنين اكتووا بنار الإهمال، الأول يقول بأحقية المطالب، أي ما هو متعلق بالشق المطلبي الصادق، أما الثاني فهو في عرف أهل السلطة أو بعضهم "حراك استغلالي استثماري"، لكن كل ذلك لا يمكن أن يحجب حقيقة أن اللبنانيين استفاقوا من سباتهم، علما أنه كان يفترض بهم أن يثوروا قبل ذلك بكثير، ولا سيما يوم تذاكت السلطة وفرضت ضرائب متوارية لحقت بسائر الفئات الشعبية.
مهما يكن فالثورة مستمرة "عا هدير البوسطة"، لكنها "بوسطة" لا تمت بصلة إلى "بوسطة عين الرمانة" ولا إلى "بوسطات الطوائف" وسائقيها الذين أوصلوها إلى هاوية الإفلاس، هي "بوسطة" المناطق اللبنانية المفتوحة على التلاقي، ورفض منطق الحواجز والساحات المغلقة على أي لبناني إلى أي طائفة انتمى ومهما كان انتماؤه السياسي والفكري والعقائدي، وعلى اللبنانيين الثائرين أن يتنبهوا للفتنة التي تدبرها بعض قوى السلطة، لا سيما وأن ما حصل في صيدا أمس كان واضحا عندما رفض بعض المتظاهرين دخول "البوسطة" إلى المدينة.
ثمة مندسون يتوجسون خيفة من "ثورة الناس"، وما فتئوا يحرضون ويؤلبون محاولين إحداث ثغرة في جدار الثورة لينفذ منها السياسيون إلى الساحات المنتفضة ويبثوا سموم توجهاتهم سبيلا وحيدا للهروب من تبعات ما ارتكبوا، هدرا وتضييعا للمال العام!
|
|
|
|
|
|
|
|
|