وحده "الشارع" يسمي رئيس الحكومة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
عادةً يتعلم الإنسان "من كيسه"، هكذا يقول المثل، لكن يبدو أن ثمة من لم يتعلم من هذا "الكيس"، وامتدت يده إلى أكياس الآخرين، ولما يزل يظن أن من جمعتهم الشوارع والساحات هم "أبناء شارع" فيما منطق "الشارع" استبد بسلطة ما توانت عن ارتكاب الموبقات بشهادة أركانها، والدليل، أن كل أقطاب السلطة يريدون مكافحة الفساد، وهذا إقرار رسمي لا تشوبه شائبة، لكن أين هم الفاسدون؟ هذا هو السؤال الذي دفع الناس للتظاهر والاعتصام وإقفال الطرق وحرق الإطارات، وثمة من لا يريد أن يقتنع بأن لبنان يشهد اليوم ثورة حقيقية، وإلا ما الداعي لـ "شيطنتها"، وتصوير الناس على أنهم شذاذ آفاق، لا ينتمون لتراب ووطن.
نعلم أن مفردة "ثورة" عصية على البلع والهضم، وتاليا، ثمة من لا يزال راكبا رأسه، يبني على جدار نهر الكلب أوهاما، ويريد من الآلاف المؤلفة أن تتظاهر على "الإتيكيت"، ولا يعلم أن الثورة هتاف وصراخ وشعارات وفوضى، وأن مفردة الثورة أساسا تحتمل السلبي قبل الإيجابي، فعندما يتعذر التغيير وفق آليات نظام ما، يصبح الشارع صوت الناس وميدانهم الأرحب، والثورة فوضى يحركها الظلم والقهر والهوان، ولبنان يعيش اليوم منعطفا تاريخيا، نجحت الثورة أم لم تنجح، لكنها دقت وتدا في نعش سلطة وعدت وأخلفت، لا بل تقاعست فتفتقت "إبداعاتها" على فرض ألف ليرة لبنانية على كل "أرغيلة"، فأي زمن هذا؟
إن كنت مع الثورة أو ضدها، فالأمر سيان، الشباب والشابات سبقونا جميعا، وهم اليوم من يكتب تاريخ لبنان الحديث، وما تزال أمامهم ثورات لم يحن أوانها بعد، ويرسمون المعنى الحقيقي للمقاومة، ولا يصغرونها إلى حدود مواجهة العدو بالحديد والنار، ومثل هذه المقاومة وإن كانت مقدسة، ذودا عن كرامة وتراب، لكن تظل ناقصة إن لم تتصدَّ لأعداء كثيرين، الفقر عدو، المرض عدو، التخلف عدو، أما الفساد فوحده منظومة من الأعداء مجتمعين.
ثمة حقائق بدلت في أقل من شهر واقعا يريد من لم يتعلم "من كيسه" أن يصدق إرادة الناس، ويريد أن يفرض مرة جديدة إملاءاته، وربما ينجح إذا ركب رأسه وهم القوة، وسالت دماء اللبنانيين في ساحات مصالحه، لكن لا يعلم أنه ينتحر وينحر معه لبنان، ولما يزل يرى في الناس المنتفضين من قهر وفساد قطاع طريق و"متآمرين".
وحده "الشارع" يسمي رئيس الحكومة، ووحده الشارع فرض معاييره، اليوم وغدا وإلى ما شاء الله وقدَّر!
|
|
|
|
|
|
|
|
|