الجميع في مأزق... ولبنان إلى المجهول! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
السلطة في غربة عن ناسها، أو لنقل نصفهم أو الثلث، فالأرقام لا تقدم ولا تؤخر وسط ما نشهد من أحداث وتطورات، أفضت جميعها إلى حقيقة واحدة، الحراك الشعبي المدني لا يني يتصاعد وصرخات المعتصمين تدوي أكثر، ولا آفاق لأزمة امتدت وطالت واستعصت، فيما السياسية باتت في ميزان الحسابات والخيارات الدقيقة، والأزمة المعيشية تضغط، أما المؤسسات والإدارات فمعطلة ومشلولة، المدارس مقفلة وكذلك البنوك والليرة اللبنانية في مهب "الدولرة"، ووسط كل ذلك تتواصل التحذيرات من غد أسود، خلاصة القول، الجميع في مأزق ولبنان إلى المجهول!
بغض النظر عما آلت إليه الأوضاع مساء مع سقوط ابن مدينة الشويفات علاء أبو فخر ، وبعيدا من مواقف أطلقها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في لقاء صحافي مساء أمس، صار الوضع أكثر خطورة من ذي قبل، وما عادت الحسابات السياسية لقوى السلطة قابلة للحياة، على الأقل في مدى الأيام القريبة وربما الأسابيع المقبلة، فالأزمة مشرعة على احتمالات كثيرة، ولا يمكن تقديم إجابات واضحة حيال ما نواجه اليوم، وما سيكون عليه الحال غدا.
في توصيف بسيط لواقع الحال، ثمة سلطة تحاصصت منذ "الطائف"، ولبنان يعيش تراكمات سنوات قاحلة، وثمة في الجانب الآخر ناس انتفضوا وثاروا على إرث طويل من الفساد، ولا تسويات يمكن أن تسلك طريقها لاستيعاب الشارع وطمأنة النفوس، إلا بإحداث تغيير جذري، غير متاح الآن، خصوصا لجهة الإتيان بحكومة من خارج منظومة السلطة، أي بعيدا من الإقتسام بالتراضي حقائب ووزارات، فيما إطلاق الاستشارات وفق ذهنية الماضي دونها عقبات، وما لا تدركه السلطة السياسية إلى اليوم أن الثورة المشتعلة باتت في حدود بعيدة السلطة الحقيقية، تراقب وتحاسب، ومثل هذا الأمر دونه مخاطر وإرباكات لا أحد يعلم إلى أين ستقود البلاد.
لبنان الآن بحاجة لإعادة إنتاج سلطة جديدة، وهذا أمر منوط أولا برئيس الجمهورية، في الدعوة إلى انتخابات نيابية مبكرة، وفق قانون انتخاب عصري، سبيلا وحيدا للخروج من الأزمة، عندها يكون لبنان أمام قوى جديدة تمثل الناس لا طوائفهم، أما ما تتبناه بعض قوى السلطة انطلاقا من هواجسها الإقليمية وربط لبنان ومصيره بمحاور الصراع في المنطقة فلن يجلب إلا الفوضى، ولا يمكن لفريق سياسي أن يقود البلاد وفقا لأهوائه، فيما البلاد على فوهة بركان.
باختصار، ثمة ضرورة اليوم لمحاسبة المختلسين وناهبي المال العام، وفق إجراءات قضائية استثنائية، وحدها تعيد الثقة إلى الناس، وما دون ذلك تهويم ومضيعة للوقت، وخطوة جديدة نحو المجهول.
|
|
|
|
|
|
|
|
|