الثورة في قلوب اللبنانيين... وجيناتهم! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
أربعة وعشرون يوما تأكد معها أن اللبنانيين بمختلف طوائفهم ومذاهبهم وانتماءاتهم باتوا راشدين سياسيا دون عكازة زعيم ومسؤول، فـ "ثورتهم" الحضارية يتردد صداها اليوم في كافة أرجاء العالم، بدرجة امتياز وتقدير جيد وأكثر، ما يؤكد أن ثمة صحوة اشتعلت وأحرقت، وصارت فضاءً من ضياءٍ ونور، و"بيكفي إنك لبناني" هي اليوم عبارة تستحق الترديد على "سن الرمح".
أما من من حاول تشويه ثورة اللبنانيين ولم يفلح، فمعروف بمحل إقامته وسعة "ضميره" ومقاس حذائه، وجلّ من شوّه وحاول ولما يزل، اندسّ خفية بطلب وإيعاز من وسطاء النهب وخبراء التزوير ومروجي مخدرات الطاعة العمياء، يقبضون من أكثر من سفارة، فيما الثائرون مكملون بـ "منقوشة الزعتر" وبدونها أحيانا، وما عادوا بحاجة لوجبات "الدليفري" كما في يوم الانتخابات!
نعلم مسبقا أن "الثورة" لن تحقق كامل أهدافها، ذلك أن الفاسدين تجذروا في تربة الفوضى واقتلاعهم يتطلب وقتا، وأي تغيير هو في الأساس مسار تراكمي من جيل إلى جيل، وهذا هو منطق الحياة والتاريخ وسيرورتهما، لكن ما بعد 17 تشرين الأول 2019 لن يكون كما سابقه، بعد أن خطّ اللبنانيون حدا فاصلا بين الطاعة العمياء والوعي، بين تلوث الأفكار والمعلب منها وبين التحرر من جينة الفساد سبيلا وحيدا للتحرر من قيد الطوائفيين واستلهام القيم المثلى للإيمان الحقيقي، هو تطور في جينات اللبنانيين وهذا ما يريد مسؤول واحد تصديقه، لكن سنراه يثمر غدا في قلوب أطفال رفعوا قبضاتهم الطرية بوجه جلادي الشعب.
لن يتراجع هذا الاعتراض الحضاري، والمطالب واضحة، تشكيل حكومة اختصاصيين حيادية، أما السلطة فلا زالت تكابر وتمانع وتتعاطى ببطء غريب ومريب، غير آبهة بالانهيار الحاصل وقد راح يتسارع ويتسع، برغم التطمينات وسيل المواقف التخفيفية، يقابلها الشح المتعاظم في الدولار الأميركي، فيما التعمية مستمرة وسط امتناع أهل السلطة عن تأليف حكومة يريدها الناس، دأبها الإتيان بحكومة تفرض معها الأتباع بالإقتسام والتحاصص، ولا زالوا ضائعين في اقتسام "كعكة" السلطة التنفيذية، وهذا ما يفسر تجاوز المسؤولين لخلافاتهم وتوحدهم على الإتيان بالأزلام حتى من التكنوقراط.
أسبوعان على استقالة الحكومة، وأربعة وعشرون يوما على اندلاع شرارة الثورة، ولا دعوة إلى الاستشارات حتى الآن، أما التظاهرات فيتعاظم إيقاعها، ذلك أن أحدا لا يصدق وعودا باستعادة الأموال المنهوبة، ولا في إقرار القوانين ولا بـــ "ثورة التشريع" الموعودة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|