حرب الساحات هل تُطلق شرارة الحرب؟ |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
مع مظاهرة الدعم للرئيس عون، تنطلق مبارزة الساحات، في مشهد يعيد اللبنانيين الى ايام مضت، من عام ١٩٨٩ الى ٢٠٠٥، وانقسام الشارع بين فريقين، احتكموا في الاولى الى حرب الالغاء والتحرير، وفي الثانية الى ٧ ايار ومشهد اجتياح بيروت من قِبل عناصر حزب الله ، وما تلاها من صدامات الجبل .
يبدأ الخلاف دائماً بأمور قد تكون قابلة للحل عن طريق الحوار، لكن عند عرض العضلات في الشارع، قد يحصل ما ليس في الحسبان. وامام مشهد الغليان والسقوف العالية، فإن شرارة صغيرة، ستكون كفيلة بإشغال نار الحرب .
بعد ان لام فريق حزب الله والتيار الوطني الحر، الرئيس سعد الحريري على تقديمه الاستقالة، ووصمه بالتخاذل والانسحاب، وإبداء رغبتهما باستبعاده عن رئاسة الحكومة المقبلة. نزل أنصاره الى الشارع، ليعبروا عن دعمهم له، والإصرار على رئاسته للحكومة .
وبعد ان اعتبر بعض النرجسيين، أن الشعب اللبناني توحد خلف مطالبه المُحقّة، وان الثورة ستُسقط هذا النظام بكامل رموزه، ورفعوا شعار «كلن يعني كلن»، وقفزوا فوق الواقع المعاش، رد فريق السلطة في الشارع، ليثبت انه ما زال يُمسك بقاعدة شعبية واسعة، تدين له بالولاء الكامل، ومستعدة للذهاب بعيداً، للحفاظ على المكتسبات التي حققها.
لن تكون الحرب في مصلحة احد، ويبدو ان رئيس الحزب التقدمي الأشتراكي وليد جنبلاط ، كان اول من استشعر خطر الانزلاق خلف شعارات الالغاء، فدعى الى التعقَل والحوار، خاصة مع حزب الله، لكونه ممثلاً لشريحة واسعة من اللبنانيين. ويبدو ان الحزب، ورغم قيام بعض ألأفراد المحسوبين عليه، بممارسة عمليات كم الأفواه، والاعتداء على المتظاهرين في الساحات، لكنه لم يتبنَ عمليات القمع هذه، كما لم يُقدم على التظاهر، رغم قدرته الكبيرة على تجيش مئات الآلاف، واكتفى بالتحذير والدعم للحلفاء.
تعلم قيادة حزب الله ان مطالب الناس محقّة، وهي في الأساس تتعاطف مع هذه المطالب. لكنها تخشى استغلال المظاهرات من قِبل فريق آخر، هدفه الوحيد الأقتصاص من المقاومة، وزج لبنان في آتون الحرب. ولهذه الأسباب أبدى السيد حسن نصرالله في كلمته الاخيرة، تجاوباً مع المطالب الشعبية، وطالب بالحوار مع السلطة، وحرص على ضبط الشارع .
كادت الامور في الشارع ان تخرج عن السيطرة، عندما اقدم البعض على الصدام مع المتظاهرين، الذين نزلوا الى الساحات بعفوية، وبدون قيادة. ولكن الأمر سيكون مختلفاً اذا ما انظمت الى هذه الساحة بعض الأحزاب الكبيرة، او استغل بعض الأطراف احتقان الشارع. فعندها ستتحول الشوارع الى جبهات، تُسقط هذا الوطن، على مذبح المحاور والمصالح الإقليمية والدولية .
ليس هناك من فريق على صواب مطلق، او على خطأ مطلق، ولذا لا بد من النظر بموضوعية، ومراجعة الأخطاء. خاصة فريق السلطة، فهو من بيده الأمر، كما يجب الإقلاع عن التفكير بإلغاء الآخرين، والقبول بمنطق الحوار والشراكة، فلم ولن تنجح في لبنان حروب الالغاء، من اي طرف كانت .
لقد سمعنا أصواتاً كثيرة مؤخراً، تدعو اللبنانيين الى تخزين المؤونة والأموال، وتقول الحرب والانهيار الاقتصادي على الأبواب. وهذا يدعو للتساؤل والاستهجان، خاصة انه صدر عن بعض المسؤولين في هذه الدولة، التي باتت على أبواب استخراج النفط، والتحول الى دولة غنية، وتمتلك احتياطاً كبيراً من الذهب والعملات الأجنبية.
لماذا إشاعة الرعب؟ ومن يريد خراب لبنان؟ ولدينا الإمكانيات الكاملة لمنع الانهيار، لا بل لتطوير اقتصادنا، والنهوض من الأزمة، وتحقيق نسبة نمو عالية، تُعيد البلاد الى عهد الرخاء والازدهار، شرط إسقاط الفاسدين في السلطة، لأية فئة انتموا، ومهما علا شأنهم.
إن الجواب بسيط عند العارفين، فهناك مشاريع إقليمية ودولية، لا يقبل بها لبنان الدولة القوية المستقلة، لذا يسعى البعض الى إغراقه، وإدخاله مجدداً في آتون الحرب. ولا نخشى الخارج، بقدر ما نخشى غباء وتعنت بعض الأطراف في الداخل، وسعيهم لفرض قراراتهم وآرائهم على الآخرين، وهنا يكمن الخطر الحقيقي على لبنان .
|
|
|
|
|
|
|
|
|