من يهدد استقرار لبنان؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
يبدو أن السلطة السياسية بدلا من إقرارها بالفشل والعمل بمقتضى التطورات الأخيرة، تؤثر إلى الآن المضي في تبني حلول "تنفيسية" على كثير من المكابرة، هذا ما يمكن استنتاجه من تسريبات حول ما يحكى عن شكل الحكومة المقبلة، مصغرة أو أصغر من سابقتها، ومطعمة بممثلين عن الحراك الشعبي، فيما يرجح إعادة تكليف الرئيس سعد الحريري، وذلك يفضي إلى أن الأمور سائرة نحو المراوحة وهدر المزيد من الوقت وإضاعة الفرص، فيما لا آفاق واضحة يمكن معها استشراف معالم المرحلة المقبلة، والمشرعة على المزيد من التعقيد.
ثمة مجموعة من المؤشرات تؤكد أن أحدا لم يستفد من دروس الأيام الماضية، أو هو ليس في وارد الإقرار بأن إدارة البلاد بمنطق المحاصصة الطائفية جلب الويلات للبنان بأكثر مما يحتمل واقعه الهش والمتداعي أساسا، والتمسك بالتقاسم وسط العودة إلى نغمة الأحجام والتوازنات سيكون مضيعة للوقت.
ما نحن عليه اليوم يتمثل في أن قوى السلطة قررت تأخير التكليف والمشاورات والتشكيل، وما يشي بضحالة الرؤى هو هذا الجنوح نحو اختبار السلطة لقوتها في الشارع، من "تأديب" المتظاهرين والمعتصمين في "غزوات" متنقلة، وتهديد المشاركين فيها من بعض المناطق، إلى استعراض قوة في الشارع، وصولا إلى احتفالات التأييد لأركانها، وذلك مؤشر على تبني خيار الشارع مقابل الشارع، بالرغم من الادعاء بأن أحدا ليس في هذا الوارد، فيما الوقائع تؤكد أن ثمة من يجنح في اتجاه ترسيخ الفوضى من "باب التذاكي"، والإيحاء بأن هناك ما هو "عفوي" من تحركات يجري تنظيمها بعيدا من أية عفوية، وهو لا يعلم أن سوْق الأمور على هذا النحو يؤجج الأوضاع أكثر.
من هنا، وفي تبني هذا التوجه من قبل أركان السلطة واستسهال اللجوء إلى الشارع أو التلويح به، ما يؤكد دون عناء التحليل والاستنتاج أن السلطة تريد إيصال رسائل للناس المنتفضين، تقول فيها بأن لديها مؤيديها وجمهورها، وأن تأليف الحكومة سيتم وفقا لآليات سابقة، انطلاقا من لعنة الأحجام، وهذا الأمر يبطن نية باتت مكشوفة بأن شكل الحكومة الجديدة سيتحدد انطلاقا من هذه الموازين.
إلى الآن، ليس ثمة من اتعظ واستخلص العبر، والأمور سائرة نحو ما يهدد استقرار البلاد أكثر، والسلطة غير مستعدة للتنازل قيد أنملة عما تراه "مكتسبات"، فيما كان الناس ينتظرون منها الشروع في مكافحة الفساد، ويبدو أن مثل هذا الأمر دونه مخاطر تهدد أركان السلطة نفسها، وهنا بات واضحا من يهدد استقرار لبنان!
|
|
|
|
|
|
|
|
|