الكارثة... قاب قوسين أو أدنى! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
هل أدركت السلطة مجتمعة، وبمختلف أطيافها أن اللعب على وتر التوازنات والأحجام جلب للبنان الشر والوَبال؟ وهل تتعظ في القادم من استحقاقات وتتكافل وتتضامن في مَا بينها؟ وأيضا هل تنأى عن المشاحنات درءا لكوارث صارت أقرب إلى اللبنانيين من حبل الوريد؟
وسط ما نشهد من ظروف وأوضاع ضاغطة لا تني الأسئلة تتواتر حاملة ما يؤرق من توجسات تستهدف المستقبل في حلكة الراهن من مستجدات أمنية وسياسية واقتصادية ومالية، فضلا عن المستجد إقليميا ودوليا في مَا يُبقي لبنان مستهدفا أبعد من ساحة الصراع مع العدو الصهيوني، خصوصا وأن المنطقة بدأت تشهد منذ سنوات خمس رسم توازنات جديدة، ولبنان لن يكون في منأى عنها، وكل ذلك يعني ثمة ما يتطلب القفز فوق ضيق الخلافات، أي أبعد من حدود ما يراه هذا الفريق أو ذاك "مكاسب" في وقت لن يكون ثمة خاسر إلا لبنان ومعه اللبنانيين المحكومين بالقهر والخوف.
حتى الآن، ورغم الأجواء الإيجابية السائدة على خلفية بعض المصالحات، ليس ثمة ما يُعول عليه لترسيخ حالة من الاستقرار الداخلي، لبنان أحوج ما يكون إليها ليتجنب تجرع الكأس المرة، لا سيما وأن الكارثة الإقتصادية باتت قاب قوسين أو أدنى، وتداركا نقول "إلا إذا"، والمقصود هنا إذا وعى تحالف السلطة وأدرك خطورة ودقة المرحلة، إذ لم يعد يفصل لبنان عن المنحدر السحيق أكثر من أمتار معدودة، في وقت يتحدث البعض عن أن الخلافات والمناكفات السياسية انتهت راهناً، ما يُفهم منه اننا في مرحلة هدنة سياسية تشمل جميع القوى السياسية في البلد.
وكما بات معلوما، فأجواء المصالحات فرضها اتفاق سياسي حصل بين أركان الدولة بعد استشعار الخطر، ولا سيما بعد التقارير البالغة السوء لوكالات التصنيف الائتماني، الأمر الذي بات يفرض الابتعاد قدر المستطاع عن الخلافات السياسية الضيقة، والانصراف نحو معالجة الملفات الاقتصادية، وهنا يبدو الأمل معلقا بانتظار معرفة ما إذا كان لبنان قادرا على تخطي أزمته الاقتصادية بأقل كلفة ممكنة.
في المقابل، ليس ثمة من يعلم سبب عدم عقد الاجتماع الذي كان مقررا في السراي بين رئيس الحكومة سعد الحريري ووزير المال علي حسن خليل مع ممثلي الكتل السياسية في المجلس النيابي، خصوصا وأنه كان من المفترض أن يكون بمثابة قراءة أولى لمشروع موازنة 2020.
ننتظر التطمينات اليوم كي لا يثقل الخوف لحظات اللبنانيين السوداء الكالحة كعتم القبور، وعل من بيدهم الأمر يعلمون قبل فوات الأوان أن الكارثة هي اليوم قاب قوسين أو أدنى!
|
|
|
|
|
|
|
|
|