"الوزارة في النظارة"... وبمفعول رجعي! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
ثمة قلة من السياسيين همها الأساس أن تُحسِنَ التمثيل بما يوحي أنها على شيء من عبقرية نادرة، ولا تني تصوِّب علينا مواقفها لنعترف بما ليس فيها، وبما ليس لها أساسا، لكن ماذا نفعل بالصدف، وكم هي قاتلة صدفة لا تُصرف إلا في سوق اليانصيب السياسي الوطني، ولا نسخر أو نقول ما ليس واقعا بالفعل، فمع حافلات الطوائف الانتخابية كم "راكب" استقل "بوسطة" مجلس النواب باليانصيب، ووصل إلى تحت قبة البرلمان، وتحقق حلمه وصُدمنا نحنُ، نحن الذين ابتلينا بذنوب لم نقترفها، ذنوب يشق على أي إنسان تحملها في بلاد الله الواسعة، من السند والهند إلى سور الصين العظيم.
يقال إن مسؤولا ينتظر حفيدا من نجله الذي لم يتزوج بعد، ليقدمه "شتلة" للبنان المستقبل، ونِعمَ التضحية، وثمة كثيرون لم يولدوا بعد محجوزة مواقعهم في السلطة، والحرية "كاس عرق" و"تبولة" وفولكلور للإفلاس الوطني من ديموقراطية الطوائف إلى أوليغارشية مالية وعائلية مع قليل من إقطاع صامد بقوة هزائمنا وإفلاسنا، ولا آفاق حتى غد منظور وغير منظور أيضا، بأن نكون على قامة وطن سُلب منا في غفلة من زمن وهزيمة وانكسار، ولا من يسأل عن مستقبل بلد وناس، وحده الوسواس يستبد بالنخاع الشوكي ويستبيح هورمون السعادة.
سياسيو آخر غفلة، أولئك الذين صحوا على صدفة النيابة والوزارة، علما أن ثمة سياسيين بينهم، تسببوا بهلاك البلد، وأخذوه إلى حافة الانهيار والإفلاس، ولا من يسأل أو يحاسب، وثمة سياسيون استهدفوا الأمن والأمان و"طيروا" مواسم اصطياف، وهربوا مستثمرين واستثمارات، وسياسيون يغردون نعيبا أين منهم بومة الخرائب وغراب البين، سياسيون هم غيلان السلطة وملائكتها في آن، وعلينا أن نرفع القبعة وننحني لذوي الوجاهة وجهابذة آخر زمن في الشاليهات من أملاك بحرية مستباحة بالعدل والقسط بين الطوائف وأمرائها ودهاقنتها موقدي النار في طقوس الرقص على إيقاع وجع الناس وآلامهم، ومعاناتهم "الصامدة" بالهزائم الثابتة.
بعض السياسيين لا يمكن مكافأتهم بنيابة أو وزارة، ولو أردنا توصيفا دقيقا يعكس واقع الحال منذ ثلاثين سنة ونيف، وتماما كما أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في توصيفه لواقع اقتصادي مأزوم قبل يومين، لا نجد أفضل من أن تكون ثمة "وزارة في النظارة" وبمفعول رجعي، عل الأقل تعاد للدولة أموالها المهدورة والمنهوبة، ويخاف حديثو النعمة النيابية قبل أن يستبد بهم الجوع ويتطاولوا على ما بقي من لقمة عيش ورغيف خبز بائت!
|
|
|
|
|
|
|
|
|