على أحر من النصر! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنو عقل ضو
تطور عسكري خطير شهده لبنان فجر يوم أمس الأحد، وربما ما بعده لن يكون كما قبله، محطة فاصلة بين زمنين، ثابت ترسخ بعد عدوان تموز (يوليو) 2006 ومتغير قادم، قواعد اللعبة اختلت، نحن في عصر المفاجآت، ومنها ما بات قريبا وعلى أحر من النصر، العدو الإسرائيلي محاصر بالخوف، وأميركا تنصح بعدم التصعيد، وسائر الخيارات مفتوحة، لكن لا حرب شاملة، فموازين القوى اليوم غيرها بالأمس، روسيا "عالكوع" والصين ملائكتها حاضرة، أما إيران فأقوى وسوريا تتعافى والعراق يتأهب واليمن استعصى على الموت، أما صفقة القرن فغدت مزحة سمجة من جاريد كوشنير صهر الرئيس الأميركي ومستشاره للمشاريع الانهزامية.
إن كنت مع " حزب الله " أو ضده فذلك لن يغير شيئا في المعادلة، قديمها والمستجد، وأي شعار يدعو لحصر مواجهة إسرائيل بالدولة ليس بأكثر من تعمية، نعم الدولة الحصن والملاذ الأكيد، والدولة المرجعية الوحيدة، وهنا نتحدث عن دولة لا تمتلك من موجبات المواجهة ما يحمي لبنان، لا طائرات ولا منظومات صواريخ متطورة وذكية، ولبنان الرسمي غير قادر على مواجهة عدو هزم دولا عربية مجتمعة واستباح أرضا وهجر شعبا، والمقاومة حاجة إن كنت معها أو لديك تحفظات حيالها.
لسنا مع استئثار المقاومة بساحة العمل السياسي وتوظيفها في معادلات الداخل، ولطالما أكدنا أن مثل هذا الأمر فيه خطر على المقاومة نفسها، وهنا على " حزب الله " أن يبدد هواجس الجميع برغم ما لديه هو من هواجس، وما يحمي لبنان أولا وآخرا وحدته والتفاف الجميع حول الدولة ومؤسساتها، وحدة اللبنانيين في قوتهم، والمقاومة رافد أساس لهذه القوة، تكاملا مع الجيش الرابض على تخوم النار.
لكن أليس ثمة استخفاف بالعقول عندما ندعو لنزع سلاح المقاومة؟ وهل السلاح الموجه لعدو استباح الأرض والكرامة الوطنية (كرامة جميع اللبنانيين) يحتاج من يشرعه؟ بالتأكيد ليس عبر استباحة الدولة، ومن ثم من نسأل المطالبين بنزع هذا السلاح إن كان في مقدورهم رد العدوان بالتمنيات والتنظيرات؟ وإسقاط طائرة مغيرة ببيان؟! وأين كان هؤلاء يوم كان لبنان مستباحا أرضا وسماء وبحرا؟
نعيش اليوم ظروفا مفصلية، ولبنان في قلب معادلة صراع المنطقة بحكم الجغرافيا والتاريخ، ولا مجال للنأي عن النفس، فقط المطلوب الحذر وشد الهمم، أخذا في الاعتبار أن زمن الهزائم ولى، وثمة عدو قادر على شن حرب ولكن لا يعلم كيف تنتهي، ومن هنا نجدد التأكيد بألا حرب شاملة، فقط ثمة قواعد جديد للعبة، وسنبقى دائما على أحر من النصر!
|
|
|
|
|
|
|
|
|