الإعلام... والدور "المشبوه"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
منذ أن وضعت الحرب اللبنانية أوزارها ولا نزال نسمع معزوفة بناء دولة قوية قادرة ذات سيادة تسود فيها العدالة والمساواة، أكثر من ثلاثين سنة انصرمت ولا يزال الشعار ذاته والمعاناة إياها، وفوق ذلك دائما يكون للإعلام حصة في عدم تحقيق الأهداف العظيمة، ولم يعد ثمة ما هو أسهل من أي يعلق المسؤولون خيباتهم على مشجب الإعلام، على أساس أن الإعلام هو من يضخم الأمور ويصطاد في الماء العكر، في وقت لا يجد فيه الإعلام سوى مياه عكرة وآسنة في مستنقع سياسي جاذب وحاضن لكل أنواع الطحالب والطفيليات.
في الاقتصاد لعب الإعلام دورا "مشبوها"، لا خوف على الليرة وفرص العمل تفيض عن الحاجة ومفاعيل الهجرة توقفت، لا مصانع تصرف عمالها وتقفل أبوابها، والإعلام "ضرب" القطاع السياحي، ووسائل الإعلام مجتمعة مسؤولة عن أحزمة البؤس، ثمة من وعد بآلاف فرص العمل وتبخر الوعد بسبب الإعلام، الفساد المستشري تقف وراءه مؤسسات إعلامية، وكذلك تعطيل القضاء والتدخل في أحكامه تأجيلا ومماطلة وتبرئة متورطين سببه أكثر من وسيلة إعلامية، مصادرة الأملاك العامة، استباحة الجبال والأحراج والشاطىء والبحر والجو مرده إلى تواطوء الإعلام، أما أزمة النفايات فقد افتعلها الإعلام ليشوه صورة لبنان لأسباب غير معروفة حتى الآن.
في السياسة تسبب الإعلام بأكثر من نكسة، قوّض المصالحات وهدد السلم الأهلي ونصب الكمائن وحرض للفتنة، وكاد أن يهدد العيش المشترك، والإعلام أيضا سبب الفرقة والخصومات بين السياسيين، ومن ثم مَنْ غير الإعلام ساهم في توتير البلد وتهديد الاستقرار والأمن؟ في كل شي يتدخل الإعلام ويحاصر جهود المسؤولين الساعية للخير العميم والعام، فأي إعلام هذا؟ إعلام متواطىء متآمر، فهل سنشهد وسط كل هذه "الأوزار الإعلامية" بداية مرحلة تعيدنا إلى مقص الرقيب؟
مثل هذا الأمر يظل احتمالا واردا، فبالأمس القريب أقفلت وسائل إعلام بوحي وصاية أو بدونها، وفي فترات سابقة كانت الصحف تصدر بمساحات بيضاء تبعا للرقابة وما تراه مناسبا أو غير مناسب لمصلحة البلد، ذلك أن الإعلام لم يبلغ سن الرشد السياسي ليقدر ما هو لصالح البلد وما هو لصالح أعدائه، وزمن "الدكتيلو" ليس ببعيد أيضا، وثمة من يتوجس خيفة من إعلام يفضح ويحاسب ويكشف خفايا الصفقات من التحاصص إلى التوظيف الإنتخابي وصولا إلى التلزيم بالتراضي.
الإعلام مرآة السياسة، والقبح لا يمكن أن يصير جمالا، من دمر لبنان وما يزال هم أهل السياسة، والإعلام ضحية يراد اليوم تحميلها تبعات كل الفشل في السياسة والاقتصاد والتنمية والازدهار والرفاهية والصحة والتربية... الخ!
|
|
|
|
|
|
|
|
|