"ميركافا" الفساد! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
لنفهم لبنان كبلد عالمثالثي غائب منذ زمن بعيد عن الحضارة بـ "امتياز" عالمي أخذنا إلى أعلى المراتب على قائمة الدول المحكومة بالفساد، ولنفهم لبنان أكثر بعيدا من الصورة النمطية المغروسة في عقلنا الجمعي لجهة أننا بلد الرسالات السماوية والأرضية، وصِلَة الوصل بين الشرق والغرب، ونتغنى بأننا أول من صدَّر الحرف إلى العالم فيما بتنا عاجزين عن فك حرف واحد في أبجدية الدولة، وما إلى ذلك من مقولات زرعت فينا قبل أن يتفتح وعينا على حقائق مخيفة وصادمة، لنفهم كل ذلك، نستحضر مثالا صارخا ونحن نحتفي بالإنتصار على أعتى قوة عسكرية في العالم، في وقت نحن أعجز من أن نواجه منظومة الفساد في الدولة وننتصر عليها، على الأقل حتى الآن.
إنتصر لبنان في حرب تموز (يوليو) 2006 على إسرائيل، بغض النظر عن الكلفة والأثمان، فيما هزمت دول عربية مجتمعة بجيوشها وخسرنا فلسطين، دون أن نتمكن من استرداد حقنا السليب، فضلا عن أن لبنان هو البلد العربي الوحيد الذي تمكن من تحرير أرضه بعيدا من متاهة المفاوضات، ولن نتحدث عن حرب 1973 كي لا تأخذنا ثغرة "الدفرسوار" إلى أسئلة واجتهادات، دون التقليل من حجم التضحيات التي بذلها جنود من دول الطوق، ولا سيما سوريا ومصر، وهذا أمر آخر.
لنفهم لبنان يجب أن نبدأ من هنا، ومن هذه المعادلة بالذات، دولة هزمت واحدا من أقوى جيوش العالم ودولة هزمها الفساد شر هزيمة، دولة سطرت آيات خالدات في البطولة والتضحية، واندحرت أمام جحافل الفاسدين، دولة صغيرة كرست معادلة القوة مع عدو يملك ترسانة من الأسلحة المتطورة ولا تزال عاجزة عن المضي في معادلة ترسيخ حضورها كمرجعية واحدة وحيدة، بدليل أنها تسقط ما إن يطل استحقاق داهم، وتعود للنهوض من جديد، وتقع مرة ثانية في مطب وحفرة، وإن كنا نتمنى ألا تكون ثمة سقطات وعثرات بعد الآن، ونطوي إلى الأبد مرحلة انحدرنا معها إلى الحضيض، حالنا حال دول محكومة بالعجز والفوضى.
انطلاقا من هذه المعادلة الصارخة بين نصر مؤزر في مواجهة عدو غاصب وهزيمة نكراء في مواجهة فساد داخلي، يمكن أن نفهم لبنان وأن نشخص أمراضه، ونخلص إلى أن فاسد واحد في الدولة أخطر بمرات كثيرة من دبابة "ميركافا"، ولبنان بمقاومته تمكن من تدمير أسطورة هذه الدبابة في وادي الحجير ومارون الراس وبنت جبيل، لكنه ما يزال عاجزا عن مواجهة "ميركافات" الداخل، علنا في هذه المناسبة التي استعدنا معها وهج بطولات المواجهة الحقيقة أن نتمكن يوما من تدمير "ميركافا الفساد"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|