مسار المصالحة... أقل الإيمان! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
بعد أيام وأسابيع عصيبة حبسنا فيها الأنفاس وكدنا نصل إلى ما لا تحمد عقباه، ونحن نعيش تداعيات حادثة قبرشمون المذمومة، نأمل اليوم وبعد طول انتظار أن ينعكس مسار المصالحة الأخيرة في قصر بعبدا على مجمل أداء الدولة، وأن يكون لبنان فعلا أمام منعطف جديد تمهيدا لاستنهاض الهمم والطاقات والإنطلاق نحو ما يعزز الثقة بحاضر ومستقبل، خصوصا وأن الجميع مدعو في هذه اللحظة التاريخية إلى تغليب هذا المسار، مسار المصالحة، بعد أن تأكدت سائر القوى السياسية أن التوافق وحده الضمانة لتحصين ساحتنا الداخلية، ودائما تحت سقف الدولة، وهذا أقل الإيمان إذا ما أردنا انتظام عمل المؤسسات الدستورية، ولا سيما منها مجلس الوزراء.
من هنا نجد أن ثمة فرصا استثنائية للنهوض من جديد بعد كبوات وخضات (سياسية وأمنية) كادت أن تبدد الآمال وتقضي على أي أمل بالاستقرار، مع ما كان لهذا الأمر من تبعات كارثية على الاقتصاد، تبعات خطيرة شلت البلد وقدمت صورة سلبية عن لبنان إلى العالم، أقله انه دولة عاجزة عن النهوض من أزماتها، ومن هذا المنطلق نتمنى أن يكون الجميع قد تنبه فعلا إلى حقيقة أن التوافق والتهدئة هما سلاح لبنان الأقوى والأمضى، وهما يمثلان مدخلا ملزما ومقدمة لا بد منها لازدهار منشود يضع البلاد أمام حقبة جديدة يترسخ معها السلام في سبيل أن ننعم بحد أدنى من استقرار هو اليوم مطلب جميع اللبنانيين.
ولا نعجب كيف أن غبطة أبينا البطريرك مار بشارة بطرس الراعي رفع الصلاة أمس إلى الله، مع دعاء بأن تعقد لقاءات مماثلة تعم جميع الأفرقاء السياسيين فيحققون فعليا الوحدة الوطنية، وكلام غبطة أبينا الكلي الطوبى هو اليوم لسان حال اللبنانيين من مختلف الطوائف والاتجاهات السياسية، معطوفا على دعوات مماثلة زينت فضاء عيد الأضحى المبارك، وسط دعوات للتمسك بالوحدة سبيلا لمواجهة التحديات القائمة والأزمات الماثلة، خصوصا مع ما شهدنا من إشادة بلقاء بعبدا الخماسي، هذا اللقاء الذي شكل عنوانا وطنيا وسط التشديد على ضرورة حل أي إشكالات بالتواصل والحوار والتفاهم.
نتمنى أن يكون ما شهدنا خلال الفترة الماضية مجرد غيمة صيف ومضت، على أمل أن نتفرغ لملاقاة تحدي مؤتمر "سيدر" والمقررات الناتجة منه، وقد بات مؤكدا أن على الحكومة اليوم العمل أكثر من ذي قبل على إنجاز وتحقيق رزمة من الإصلاحات ليكون في إمكانها الاستفادة من أموال "سيدر".
لا نطلب المستحيل، وإنما نتطلع إلى المتاح والممكن، في وقت صار لزاما علينا أن نقيم اعتبارا للوقت وألا نهدر المزيد من الفرص!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|