أكثريات مزعومة في طوائف مأزومة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
نرضى بالقليل لأن المرتجى بعيد ومستحيل، هذه المقولة تصح في واقعنا السياسي المترنح بين مصيبة وكارثة، بين تعطيل وتأجيل وبين فوضى وآمال مهدورة على قارعة نفاق وطني، نقول خلاف ما نضمر ونتكاذب من قبيل مراعاة خصوصيات الآخر، وندعو ذلك تعايشا أو هكذا يزينون لنا الأمر.
أبعد من ذلك، نمارس "تقية" سياسية وطائفية ونحن غارقون في عصبيات غير قابلة لعلاج في مدى المئة عام المقبلة، وربما أكثر، ونعيش فوق ذلك دون سقف المواطَنة، من له ظهر زعيم وسند مسؤول استُزلم له تنفتح أمامه "جنة" الدولة، ومن لا يطأطىء الرأس ويحني هامة ويتزلف هو مواطن مشكوك بمواطنته، فالحذر منه واجب "مقدس" بأعراف طائفته، لأنه ممنوع أن يكون ثمة مواطن لا يقدم الطاعة عند أدنى استحقاق.
هكذا حالنا منذ أن ارتضينا تنصيب أمراء الطوائف زعماء وقادة، وهكذا سنبقى إن لم ننتمِ لفضاء وطن تتبرعم فيه أحلام الناس دون منَّـــةٍ من زعيم، ومن هنا، صرنا نرضى بالقليل لأن المرتجى بعيد ومستحيل، نقبل بحد أدنى من استقرار، بحد أدنى من اقتصاد، ونقبل بما يبقينا على قيد الحياة مع كثير من كرامة، ودونها لا قيمة لحياة، ودائما سيف الظلم مسلط على الرقاب، ومدعوون الآن لنساهم - نحن الممنوعون من الحلم - في تحمل وزر أزمة اقتصادية تسبب بها غيرنا، ومن يرفع الصوت رافضا الظلامة يصنف عدوا للدولة.
نرضى بالقليل لأننا نخاف من أن يُسرق منا ما بقي لدينا من مقومات لحياة كريمة، وهكذا نجد كيف نجحت السلطة بما راكمت من ممارسات وانتهاكات وهدر للمال العام في مصادرة أحلامنا، بدليل أن ليس ثمة الآن من يطالب برفع الحد الأدنى للأجور، وتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية، أما من يتحمل تبعات ما وصلنا إليه فينعم بمكتسبات وفرتها له السلطة المقتسمة بين طوائف.
المهم أن نظل مشحونين بعصبياتنا، فهي السبيل الوحيد ليبقى الزعماء مطمئنين لا يكدر خاطرهم أحد، والمطلوب ألا نستفيق من سباتنا، فغياب الوعي حاجة كي نُستنزف أكثر، وثمة من يتقصد إلهاءنا بين أكثرية وأقلية، بين تعصب وآخر، وسنظل خانعين وسط ما نحن عليه من فوضى تستولد الأزمات وتنبىء بالكوارث.
لا أمل يرتجى طالما أننا أكثريات مزعومة في طوائف مأزومة، ولا وطن نلوذ إليه لننعم بإنسانيتنا المصادرة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|