"شو وقفت عا أميركا"؟ |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
سوريا تدخلت وتتدخل ولا تزال، زمن الوصاية انتهى شكلا، وهناك الآن من يقومون بالخدمة المطلوبة سوريا في لبنان على أكمل وجه، وثمة من لا زالوا متمسكين بمقولة الرئيس الراحل حافظ الأسد "شعب واحد في دولتين"، وتاليا، ألم تتدخل فرنسا تاريخيا في لبنان من انتداب مباشر إلى آخر مقنع، وقبله منذ زمن القناصل؟ وهل ينسى اللبنانيون "الأم الحنون" وكيف غرقت في المستنقع اللبناني 1982-1983؟
إيران تتدخل وحاضرة من بوابة " حزب الله " ولكم أن تتصوروا حضورها الصارخ والصاروخي، ولبنان بات جزءا من حلف واضح في مواجهة الأميركي والإسرائيلي والخليجي، ومن ثم ألم يتدخل العراق في حقبات تاريخية مختلفة؟ ألم يسلح العراق بعض اللبنانيين قبل أن يتصارع حزبا البعث بين عراقي وسوري؟ وماذا عن سائر المرجعيات الروحية في العالم (باستثناء الهندوس والبوذيين والسيخ)؟
بريطانيا تدخلت وتتدخل في حدود علاقتها التحالفية مع العم سام راهنا، دون أن ننسى حضور أسطولها إلى الساحل وتدمير أجزاء من بيروت في مواجهة قوات إبراهيم باشا المصري (المصريون تدخلوا واحتلوا لبنان)، والإيطاليون تدخلوا بسفن حربية في مطلع القرن الماضي، ولا نزال نقول إلى الآن، ومن باب التندر، عند أي مشكلة لا يُعرف سببها "كل الحق عالطليان".
في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان حاكم لبنان الفعلي السفير المصري في بيروت عبد الحميد غالب وعرف وقتذاك بـ "صانع الملوك" بين 1955 و1967، وكان يتدخل في كل شاردة وواردة، وبفجاجة أيضا، أما روسيا فعادت بقوة إلى الساحة اللبنانية، وكانت حاضرة منذ زمن القياصرة إلى الثورة البلشفية إلى الحقبة "البوتينية" اليوم.
السعودية ملائكتها حاضرة في لبنان، وكذلك الإمارات العربية وغيرها، فلماذا هذه الحملة على السفارة الأميركية في بيروت؟ ولمن لا يعلم، وفيما لو استمرت الأزمة في لبنان لما بقي أحد في العالم إلا وسيتدخل، ندين أي تدخل في الشأن اللبناني، لكن في مراجعة مع الذات ووقفة تأمل، ألسنا نحن من مهد الطريق؟ وهل ننسى تاريخنا الحافل "موفد رايح وموفد جايي"؟
على الأقل أحدث بيان السفارة الأميركية صدمة وصفها البعض بـ "الإيجابية"، لجهة أن أحدا لا يمكن أن يأخذ البلاد حيث يريد، وأن لبنان ليس خارج التوازنات في المنطقة والعالم، وهنا نجدد القول، إن كل تدخل في الشأن الداخلي اللبناني مدان ومستنكر، أيا كان ومن أي جهة أتى، "شو وقفت عا أميركا"؟!
|
|
|
|
|
|
|
|
|