لبنان... "سيرك" أم دولة؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
السياسيون في لبنان هواة مغامرات من كل صنف ونوع، يتقنون معها أدهى ألعاب الخفة، يجيدون اللعب على الحافة ولا يستشعرون التعب، غالبا ما نراهم يسيرون على حبل رفيع، لا يجاريهم توازنا أكثر "الأكروباتيين" خبرة في سيرك عتيق، وما إن يخاف المتفرجون من وقوع أحد اللاعبين على رأسه لفقدان توازن، تظهر فجأة لافتة The End، وينتهي العرض المشوق على خير، ويغادر الجمهور (أي نحن) بعد أن حبس أنفاسه وكاد يختنق من خوف وضيق.
يمكن القول الآن، وبعد أن خُطفت أنفاسنا، "قطعت على خير"، إلا إذا كان ثمة من يريد استئناف عروض الإثارة والتشويق، وأخرج من بنطاله دون سابق علم ومعرفة أرنبا، ومن قبعته السوداء حمامة سلام منتوفة الريش، لكن في النهاية ثمة نهاية، ودائما الـ The End ذاتها، أي إنتهى العرض، غير أن ما نتخوف منه ألا نكون أمام فيلم طويل وينتهي، ونكون بدلا منه أمام مسلسل قريب من ملحمة بابلية طولا وعرضا ومغامرات، بحثا عن نبتة الخلود، ونتذكر "جلجامش" وصديقه "انكيدو" لكن بنكهة لبنانية مع كثير من المطيبات و"السوسبنس".
هكذا دائما، بعد "قدّ مراجل" يمينا ويسارا تنقشع الغيوم السود، ثمة من "كشحها" ولا نعرف من، وكما في كل مرة نفاجأ بتفاؤل رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ويتحول التشاؤم دموعا من فرح تنهمر على الوجوه بعد خطف لبنان بالسجال في حفلة "زجل" متجددة مع أهضم "الزجالين" من سياسيين أشاوس، هَمُّ لبنان يأكل معهم في الصحن، ويحبذونه "دايت" لزوم خفة اللحم والدم خوفا من ربط مصران أو "بالون" يوضع في معدة تطحن الحديد.
وفي سياق التفاؤل المباغت، أجمعت المعلومات أمس أن جلسة مجلس الوزراء مرجحة اليوم، وأن موضوع قبرشمون سيطرح من خارج جدول الأعمال وتجري مناقشته داخل الجلسة بشكل طبيعي، ولا داعي لأي خطوة في خلال الجلسة ما دام الموضوع أخذ المجرى القضائي المطلوب، وكيف سقط الوحي لا أحد يعلم.
يبقى المهم أنها انحلت وبسحر ساحر، وتزداد القناعة أننا في سيرك للفنون "الأكروباتية" لا في دولة، لكن لا نعرف من هم السحرة، ولا كيف يتوازن اللاعبون جيدا على خيوط الفتن ولا يسقطون ويسقط معهم البلد في وادٍ سحيق، ولبنان مجرد سيرك حتى إشعار آخر، وبدل بكاء الفرح اذرفوا يا لبنانيين دموع الخيبة على وعد وطن وصباحكم وطن وتصبحون على وطن وفي الختام "كلنا على الوطن"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|