كي لا تكون قبرشمون "عين رمانة جديدة"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
ما أعقب حادثة قبرشمون أخطر بكثير من "كمين"، هذا إن سلمنا جدلا أن ثمة كمينا فعلا، فنحن ممن لا يستبقون القضاء ولا يعطلون أحكامه، لكن ما وصلنا إليه من تشظي وتشرذم هو الكمين الحقيقي، وأي كمين!
الكل سقط في التجربة، وأوقع البلد في كمين سياسي نعيش في هذي اللحظة أدهى تداعياته، ولا نعلم إلى أين تأخذنا المواقف خصوصا وأن بعضها غير محسوب، فيما نشهد حقيقةً أن من رفع سقف المواجهة هو الآن يبحث عن مخارج ليحفظ ماء الوجه، فالبلاد لا تحكم بالمكايدة، فقط التوافق هو السبيل الوحيد لتعود الأمور إلى مجاريها، إن عادت، والتوافق يبدأ برفع اليد عن القضاء، ولا ما يحصن الدولة إلا سيادة القانون، ونقطة على السطر.
في مَا شهدنا من مسرحية محبوكة مع تشكيل "المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء" تأكدنا أن هذا المجلس ليس بأكثر من ديكور، ومع هكذا مجلس لا دولة تُبنى ولا نظام يستمر، أوليس ثمة رئيس أو وزير أو نائب مرتكب في لبنان؟ فعلى من يكذبون؟ ومن يستبيح القضاء تدخلا و"مَوْنة" وترغيبا وتهديدا؟ وهل سلمنا يوما بمعياري الكفاءة والنزاهة في مَا شهدنا من تعيينات؟ وكيف يمكن أن يكون التابع لزعيم حرا في اتخاذ قراراته؟ أيضا نقطة على السطر.
نقول هذا الكلام من موقع "خدونا عا قد عقلاتنا"، مع تمنٍ بأن تهدأوا جميعا وأن توقفوا التراشق من على كل الجبهات، فاللعبة أكبر من الجميع، واحذروا كي لا تكون قبرشمون "عين رمانة جديدة" نعرف كيف تبدأ ولا نعلم كيف تنتهي، والمطلوب اليوم الحفاظ على "الطائف" لأن دونه كوارث، ولبنان أوهى من أن يتحمل تبعاتها، فـ "الطائف" على مساوئه يظل قارب النجاة الوحيد لوطن مأزوم في الصميم.
وأيضا "خدونا عا قد عقلاتنا"، فبالعودة إلى الوراء قليلا وقبل أن تمر أربع وعشرون ساعة على حادثة قبرشمون ثمة من قدم اتهامات مسبقة، تخطى القضاء واستبق التحقيقات، ولاقت طروحاته تأييدا وتبنيا سياسيا بعيدا من القضاء، ومن موقع خصومة مع فريق لبناني، مع وليد جنبلاط تحديدا، وللتذكير، هل ساهم لبنان السياسي في احتواء الأزمة؟ على العكس تماما، منذ الحادث المشؤوم ولا يزال البعض يتبنى نظرية المؤامرة.
ما حذرنا منه منذ اللحظة الأولى وقع، وسقطنا جميعا في كمين، وأخطر الكمائن، تلك التي يُخطط لتنفيذها في غرف سوداء، وها نحن اليوم ابتعلنا الطعم، ونستسيغ الموت بإرادة غير واعية، ولبنان على "كف عفريت" ولا يجاهرنَّ أحد بالعفة، الكل مرتكب، لا استثناءات وحده المواطن يدفع الثمن، ففي المحن والملمات يهرب الجميع ونبقى نحن في لعبة الموت ولا من يسأل عن دمنا!
|
|
|
|
|
|
|
|
|