لا عدالة ولا قضاء في وطن الطوائف! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
يخطىء من يردّ مشروعية أي زعامة إلى عدد المناصرين والمحازبين والمؤيدين، هذا في لبنان بخاصية حضوره الهش ونظامه المتهالك، أما على مستوى العالم فمشاريع الزعامة في طور الإنقراض، وفي المستقبل القريب لن يكون ثمة زعيم مفدى ومحبوب الجماهير، فقط مسؤول يأتي بالإنتخاب ويُـحاسَب من الناس وتُرفع حصانته بالقانون، لا بل ويُـحاكم إن أساء استخدام السلطة، ولا تُـجدد ولايته لأكثر من دورتين، ومثل هذا الهوس القائم بين ظهرانينا لم يعد مقبولا في دول متحضرة، فيما نحن لسنا بأكثر من نموذج يمثل قمة التخلف في دول العالم الثالث وما دون.
ويخطىء من يظن ولو لوهلة أن نظامنا السياسي قابل للحياة، بدليل ما نحن عليه اليوم، وما كنا عليه أمس وما سنكون عليه غدا أيضا، قضاء عاجز، عدالة غائبة، إدارة سائبة، فساد حدث ولا حرج والسياسة مصالح وأهواء، لا العدالة تستقيم ولا السياسة تنضبط، وسط ما هو متوهم من "زعامات"، فيما العصر سبقنا بعشرات السنين حتى غدا لبنان بنظامه السياسي حاضرا بصلاحية منتهية، وكي لا يُظن أننا نفتئت على أحد، نقول كل هذا الطقم السياسي أوصل البلاد وسيوصلها إلى دمار تعقبه مرحلة تأسيس لنظام علماني يصون الجميع ويحمي الدولة، فلا عدالة ولا قضاء في وطن الطوائف، ومثل هذا المسار طويل، وعلينا الإنتظار قبل أن يصبح لبنان خالٍ نقياً من الزعامات 100 بالمئة.
ولأننا في لبنان فنحن نتحدث عن "ميني زعامة"، ذلك ألا زعامات أساسا في دولة الصدف المارقة والتوازنات الملتوية، فمن يعجز بخطابه السياسي عن اختراق طوائف أخرى لا يعدو كونه مجرد زعيم مأزوم، فلا الأعداد ترفع ولا القبيلة تنفع، والدليل أنه كلما توسمنا خيرا يباغتنا الشر ونعض أصابع الندم، لا بل ونعدها أيضا خوفا من مصادرة بذريعة أن يساهم الناس في الخروج من أزمة اقتصادية، وأن يقيموا حملات التبرع وينظموا بيع ما خف حمله وغلا ثمنه كرمى لعيون الزعماء الـ "ميني"، وتقديرا لجهود من أهدر ومن اختلس ومن جنى الثروات منذ "الطائف" وقبله إلى اليوم وبعده.
ولمن ينتظر أن يستعيد لبنان عافيته لا يدرك حتى الآن أن لبنان أصبح وسيصبح أكثر معدوم العافية، انطلاقا من كل ما هو راسخ بالقرائن والبينات، ونعود ونؤكد بألا عدالة ولا قضاء في وطن الطوائف، فقط ثمة من ينتهك دماء اللبنانيين، هواءهم ماءهم والتراب، ولا جبين "ميني زعيم" يندى من خجل أو ندم!
|
|
|
|
|
|
|
|
|