الراعي من بشري: اذا كان لبنان يتهاوى نحو الهاوية فلأن الناس نسوا كلمة الله |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الاحتفالي بمناسبة عيد تجلي الرب في غابة الارز في بشري، وقد عاونه النائب البطريركي العام على جبة بشري وزغرتا المطران جوزيف نفاع والمونسينيور يوسف الفخري والمونسينيور فيكتور كيروز، الوكيل البطريركي على وقف غابة ارز الرب الاب شربل مخلوف ولفيف من الكهنة. خدمت القداس جوقة مار يوسف للاباء الكرمليين - بشري، بحضور نائب رئيس بلدية بشري يوسف الفخري، النائب السابق جبران طوق، الشيخ روي عيسى الخوري، القاضي أنطوني عيسى الخوري، رئيس لجنة جبران الوطنية يوسف فنيانوس، رئيس لجنة اصدقاء غابة الارز بسام جعجع واعضاء اللجنة وحشد من ابناء المنطقة.
استهل القداس بكلمة للاب مخلوف رحب فيها بالبطريرك الراعي مشيرا الى ان "ارز لبنان غرسه الرب في هذه الارض وسقاها بيده كما يؤكد حزقيال النبي،انها الارزة التي مسكنها الغيوم وعمرها الدهور وجذورها الخلود وترابها المجد وبخورها الى فوق يقدم الى خالق الاكوان. صنع منها اجدادنا السفن وابحروا وبنوا المرافئ في المدن التي وصلوا اليها وبنوا معابد لالهتهم وحفر الرومان من جذوعها تماثيل اباطرتهم واتخذ المصريون من صمغها مادة لحفظ اجساد فراعنتهم وبنى الفرس بصلابة اخشابها قصورهم.انها الارزة المعمرة التي تنبت في جبل طورس وتنمو وتتخذ سلسلة جبال لبنان الغربية موطنا لها. غرسها الرب في حضن جبل المكمل وجذرها في ارض بشري وجعلها مطلة على وادي القديسين وقد اشار لامارتين الى انها اكبر الاثار الطبيعية شهرة في العالم ولانها اتخذت تربة لبنان واعطته مجدها قال النابغة جبران ابن بشري لو لم يكن لبنان وطني لاتخذت لبنان وطنا لي. كل هذا المجد اعطي لغبطتكم يا حارس الارز يا من اعطي له مجد لبنان فاهلا بكم يا صاحب الغبطة بطريرك الكنيسة الجامعة وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق الكلي الطوبى.اهلا بكم وباصحاب السيادة والكهنة والرهبان والراهبات وبكل صحبكم الكريم وبالحاضرين من اصحاب الرتب والمقامات والمراتب وكل الحضور هلموا الى ديار الرب وارفعوا الشكر له وسبحوه ومجدوه".
وبعد تلاوة الانجيل المقدس القى الراعي عظة تحدث فيها عن التجلي وقدسية المكان وقال: "بعد ستة ايام تجلى امامهم" اصحاب السيادة والمقامات المدنية والعسكرية والجمعيات ايها الاخوة والابناء الاحباء يسعدنا ان نحتفل معا بعيد تجلي الرب على الجبل جريا على عادة البطاركة اسلافي الذين حافظوا على هذا التقليد الذي يحمل معاني عديدة وانني لسعيد مع اخي سيادة النائب البطريركي العام على الجبة واخواني الكهنة ان نقدم لكم التهاني بالعيد راجين لنا جميعا ان ننعم بما يعلمنا هذا العيد عن مكونات هذا العيد الاربعة:الظرف الذي تجلى فيه الرب، تجلي يسوع في بهاء الوهيته، ظهور موسى وايليا والاعلان الالهي بصوت الاب".
اضاف: "الظرف هو اعلان بطرس ايمانه بيسوع في قيصرية فيليبوس بأنه المسيح ابن الله الحي وبعدها فورا عندما اعلن يسوع انه سيسلم الى الالام والموت ويقوم في اليوم الثالث اعترض بطرس لانه لم يقبل ان يخضع يسوع للالم والموت فكان التجلي لكي يجدد ايمان بطرس ولكي يظهر له آلامه وقيمة ايمانه نعم يتألم من اجل فداء البشر يموت على الصليب من اجل احياء البشرية ويقوم من الموت كي يبعث الحياة الالهية في كل انسان، هكذا شرح لهم ابعاد الامه وقيامته وكشف ايضا معنى الام البشر الروحية والجسدية والمعنوية، الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وكل ما يؤلم الانسان اخذ معان من الام يسوع واصبحنا في الامنا الشخصية نواصل الام الرب يسوع من اجل فداء العالم. هذا ما علمنا اياه الاباء والراهبات عندما كنا اطفالا لنقول ونحن اطفالا "مع الامك يا يسوع" وهذا يعني ان الالام ضرورة في حياتنا لكننا نستطيع ان نعطيها معنى كبيرا وبولس الرسول يقول "انا اكمل في جسدي ما نقص من الام المسيح من اجل الكنيسة، ولا يسعني هنا الا ان احيي كل متألم لاي سبب كان واي موجوع واوجه تحية خاصة الى الذين يتألمون على فراش الالم والمسمرون عليه او الذين يحزنون حزنا شديدا على عزيز فقدوه وفارق قبل اوانه او الذين يحملون اية اعاقة في اجسادهم نقول لهم انتم تحملون اثار الام المسيح وانتم تواصلون الامه من اجل البشرية انتم تحملون ما يقي العالم مما يصيبه من مآسي فالرب يريد ان يدلنا من خلال هذا التجلي على مجد القيام وقد هيأ التلاميذ ليدركوا ان هذا الضعيف الذي سيرفع على الصليب عريانا سينتصر بقيامته".
وتابع: "التجلي هو استباق مجد القيامة ليقول لنا لا تخافوا الكلمة الاخيرة هي للقيامة وليست الخضوع للالام وينتهي كل شيء هناك، يدعونا الى الصمود والى الصبر في وجه كل محنة وصعوبة. هذا الارز وفكرة البطاركة الذين انشأوا هذه الكنيسة اكدوا ان التجلي مربوط بهذا الارز الشامخ فبتجلي يسوع اظهر شموخه الانساني والالهي وصموده وهذا الارز الذي تعرفوه بأنه ينمو بصمود ويواجه الرياح والعواصف والثلوج التي لولاها لما عاش هذا الارز واجدادنا واباؤنا عبر العصور فهموا هذه الحقيقة ولهذا صمدوا في ارضكم ايها الاحبة في بشري وهذه المنطقة في وادي القديسين بوجه كل مصاعب الحياة بوجه كل الذين حاولوا ان يخضعوا هذا الجبل، صمدوا بقوة صلاتهم وبقوة ايمانهم وقوة تعلقهم بهذه الارض ونحن مدعوون الى هذا الصمود. هذا هو الظرف الاول الذي كان من اجله التجلي ثم ظهر ايليا وموسى المعروفان بامر اساسي. موسى كليم الله وحبيب الله تسلم الوصايا وعاد الى الشعب الذي كان يعبد البقرة والحجر فكان عليه ان يعيد ايمان الشعب بالله الحقيقي وايليا ايضا واجه كهنة بيعال واقام تلك الذبيحة معهم على الجبل فكانت النار اتية الى ذبيحته بينما ذبائح الهة الوثن فأمر عندها بيعال بقتلهم جميعا بحسب الرهان".
واردف: "ما اكثر اصنام اليوم، الذين ولو اعتدوا بايمانهم بالله لكنهم يعبدون انفسهم وجيوبهم ومالهم وسلطتهم وسلاحهم ونفوذهم، نحن بحاجة لان نتحرر من كل هذه الاصنام الشخصية التي تستعمل الناس ايديولوجيات وسواها، اصنام جديدة في عالم اليوم هي التي تضعفنا فلا بد من العودة الى الله لان عيد التجلي هو العودة الى الله هو الاقرار بسيد واحد هو يسوع المسيح زعيم واحد اسمه يسوع المسيح رب واحد اسمه يسوع المسيح كلمته ووصيته هي فوق كل اعتبار واذا كان لبنان يتهاوى نحو الهاوية فلان الناس نسوا كلمة الله بالرغم من كل شيء وجبران قال ويل لامة كثرت فيها الاديان وقل فيها الايمان. نعم ان لم يعد الشعب والقادة الى عبادة الله والخضوع له والعمل بوصاياه من الصعب ان نصل الى الخلاص هذه هي النقطة الثانية في معنى ظهور موسى وايليا في يوم تجلي الرب وكان صوت الاعلان الالهي صوت الاب الذي يعلن عن يسوع "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت هذا هو ايماننا ايها الاخوة والابناء الاعزاء هذا الايمان الذي اتينا نجدده في ظل هذا الارز لكي نتعلم الشموخ في الايمان والصلاة والكرامة في النبل والقيم الروحية والاخلاقية والانسانية لهذا السبب وجدت كنيسة التجلي هنا ولهذا تأتون والبطريرك امامكم والكهنة كي نحتفل معا بعيد التجلي".
وقال: "احييكم جميعا يا ابناء بشري والمنطقة الاحباء واحيي صمودكم وامانتكم في تاريخكم وكلنا مسؤولون عن تربية اجيالنا بهذه المفاهيم واحيي اخوتي الكهنة الذين يواصلون مع النائب العام رسالتهم الرعوية والاباء الكرمليين وراهبات القديسة الام تريزا وراهبات العائلة المقدسة المارونيات ونهنئهن باعلان البطريرك الكبير الياس الحويك مكرما اي ان الكنيسة في دعوى تطويبه اعطت علامات بأنه عاش ببطولة الفضائل الالهية والمسيحية ونحن نصلي كي تظهر قداسته من خلال اعجوبة ونأمل ان ان تعلن بمناسبة المئوية الاولى لاعلان دولة لبنان الكبير فنحتفل ايضا بقداسته بالمناسبة ونحن سعداء ايضا بأن بطريركا اخر وضع اسس هذا الوطن وهو البطريرك اسطفانوس الدويهي على مقربة ايضا من ان يرفع على المذابح ونصلي من اجل ان يظهر الله قداسته وهكذا نحن نتذكر ان شعبنا شعب مقدس حاملا ارثا عظيما من القداسة والايمان لذا هو مدعو للحفاظ عليه".
وختم: "لا تخافوا من المصاعب مهما كثرت وهذا الارز دعوة لنا للصمود والشموخ ولولاالصمود لا يمكن ان ينمو وكي ينضج لان المصاعب ضرورية كي ننضج وننمو. يا رب في عيد تجليك اظهرت لنا انك تدعونا لان نعيش بهاء بشريتنا نسألك النعمة التي تقدسنا وتحرر بشريتنا وتظهر فينا صورة الله خالقنا لك المجد مع ابيك وروحك الحي القدوس الان والى الابد".
وبعد القداس قدم الفنان رودي رحمة للبطريرك الراعي منحوتة على شكل ارزة باسم ابناء بشري ولجنة اصدقاء غابة الارز وتلى القداس ريستال احيته جوقة قوى الامن الداخلي بقيادة العميد فؤاد حميد الخوري.
وكان البطريرك الراعي وجريا على العادة زار مدرسة التزلج حيث استقبله قائد المدرسة العقيد سميح خليل والضباط وعلى وقع موسيقى الكشاف الماروني ونثر الورود والارز انتقل البطريرك سيرا الى داخل الغابة حيث ترأس الذبيحة الالهية في باحة كنيسة التجلي وسط الغابة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|