الاعتراف بالبدانة كمرض أمر أساسي
#الثائر
تحت رعاية وحضور وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق ، أطلقت وزارة الصحة العامة الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر البدانة والتي أتت تحت شعار "صحتك ما بتحمل، خفّف وزن عليها"، في مؤتمر صحافي عقد في قاعة المحاضرات في وزارة الصحة العامة بدعوة من الوزارة نهار الأربعاء الواقع فيه 31 تموز 2019. أُطلقت الحملة بحضور ممثلين عن الجهات والجمعيات المشاركة في الحملة وحشد من المتخصصين وأهل الصحافة والإعلام.
تُعرّف زيادة الوزن والبدانة بأنها تلك الحالة الطبية التي تتراكم فيها الدهون الزائدة بالجسم على نحو غير طبيعي أو مفرط وتشكّل خطرًا على صحة الفرد. تطال هذه الحالة بحسب تقديرات مختلفة ما بين من 18 إلى 32 % من المجتمع اللبناني. وقد أدرج تقرير حديث لمنظمة الصحة العالمية تسعة من بين بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على قائمة الدول التي فيها أعلى مستويات للبدانة في العالم حيث جاء لبنان في المرتبة السادسة بعد الكويت والأردن والمملكة العربية السعودية وقطر وليبيا.
تأتي هذه الحملة لتسليط الضوء على أهمية التوعية بشأن مخاطر البدانة، وتشجيع من يعانون من البدانة أو من الوزن الزائد على استشارة الأطباء الاختصاصيين لتحديد أسباب البدانة والطرق الانسب لمعالجتها بمساعدة اختصاصيي التغذية محققين بذلك خسارة مستدامة للوزن من أجل تحسين صحتهم. وقد أطلقت وزارة الصحة العامة بالتعاون مع شركة نوفو نورديسك, جمعية أطباء الغدد الصم والاكاديمية اللبنانية للتغذية هذه الحملة لنشر الوعي حول مخاطر مرض البدانة واهمية تفاديه أو علاجه.
في هذا الإطار، تناول وزير الصحة العامة الدكتور جميل جبق خلال المؤتمر أهمية الحملة الوطنية للتوعية من مخاطر البدانة وعرض نشاطات الحملة والمشاريع المستقبلية وقال: "إن الحملة الوطنية التي نطلقها اليوم للتوعية من مخاطر البدانة تتم بالتعاون مع الاختصاصيين وتشمل توزيع مواد تثقيفية، والقيام بحملات على الارض لقياس مؤشر كتلة الجسم في عدة مناطق لبنانية حيث سيقوم المختصون والخبراء بالإجابة عن أسئلة الناس وإعطائهم النصائح والإرشادات حول مرض البدانة.
ممثل الجمعيـة اللبنانية لأمراض الغدد الصم، السكري والدهنيات الدكتور أكرم شتي قال: ان الهدف من اطلاق الحملة الوطنية للتوعية ن مخاطر البدانة هو التأكيد على أن البدانة مرض ويشكل خطر حقيقي على صحة الانسان وحياته. كونها تؤدي الي الاصابة بالعديد من الامراض المزمنة كمرض السكري من النوع الثاني وارفاع الدهون في الدم وارتفاع الضغط الدموي وأمراض القلب والشرايين وأمراض الجهاز التنفسي وأمراض العامود الفقري والمفاصل أضافة الى الامراض النفسية وتأثيرها السلبي على الصحة الانجابية مع أزدياد خطر الاصابة ببعض أنواع الامراض الخبيثة. الا أن هذه الامراض جميعها من الممكن التقليل من الاصابة بها اذا عالجنا البدانة وفق المعايير العالمية الصحية. كما أن بالإمكان وهذا هو الاهم تجنب حدوث البدانة والوقاية منها اذا اتبعنا نمط حياة صحي من خلال ممارسة الرياضة البدنية بصورة منتظمة وتناول الاطعمة الصحية .
أما مدير الشؤون العامة لشركة نوفو نورديسك ، السيد توفيق عيد فقال: " أوضحت الدراسات أن عمق المشكلة يكمن في الاعتبار أن البدانة هي خيار لنمط حياة ناتج عن ضعف ارادة وقلة الافتقار الى الحافز. من هنا الحاجة الملحة للاعتراف بمخاطر البدانة على مستوى حكومي، سريري وعام لتوجيه مسؤولية الوقاية والعلاج من الفرد الى الجماعة . أما من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، فالبدانة مشكلة ليست جديدة وتكبد المجتمع والجهات الضامنة الكثير من الموارد لتدارك وعلاج المضاعفات الناتجة عنها. هدفنا من خلال هذا التعاون هو التوافق على خارطة طريق نحو ادارة متكاملة للبدانة لما فيه من فائدة على النظام الصحي والاقتصادي وبشكل أساسي صحة المريض اللبناني".
بدورها عبرت، الدكتورة نهلا حولا استاذة التغذية في الجامعة الاميركية في بيروت ورئيسة الجمعية اللبنانية للتغذية عن اهمية هذه الحملة قائلة ان مسؤولية تحجيم ازدياد البدانة لا تقع على الفرد وحده بل على المجتمع ككل شاملا المدرسة والجامعة والبيت والقطاع الخاص والمربين بالإضافة إلى المسؤولية الاستراتيجية الصحية والتعليمية و جميع أنظمة النظام الغذائي في البلد.
تهدف حملة التوعية الجديدة " صحتك ما بتحمل، خفّف وزن عليها" إلى رفع الوعي لدى العامة حول مخاطر البدانة من خلال التشديد على أن البدانة لها مخاطر صحية عديدة ويمكن علاجها أو تفاديها، بخاصة أن السيطرة على البدانة تساعد على الحماية من الإصابة بأمراض أخرى كثيرة مثل داء السكري على سبيل المثال. وتكمن أهمية الحملة بتظافر وتكاتف جميع الأطراف المعنية بالصحة العامة للتمكن من السيطرة على هذا الوباء وحسره.