السياسة في لبنان... بين السيء والأسوأ! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
بعض الوجوه القادمة حديثا إلى المعترك السياسي ظلمها من اختارها وأرادها حاضرة في دائرة الضوء، وما كان يُفترض أن يكون تكريما وتجديد ثقة بهذه الوجوه جلب عليها وعلينا الشر والوَبال، وهذا ما يفضي إلى استنتاج واضح، وهو أن من ليس أهلا ليكون في سدة المسؤولية "تحرقه" محبة "الزعيم" - أي زعيم - وهذا ما يقودنا أيضا إلى أن سوء الاختيار إن ترافق مع سوء التقدير يجلب على القوى السياسية ما يحرجها، فضلا عن تأثيرات ذلك على مستوى الشأن السياسي بوجه عام، وإذا أخذنا في الاعتبار أن بعض ممثلي القوى الطائفية لديهم قصر نظر وانعدام خبرة ورؤى تسطيحية حيال مفهوم الدولة المدنية، فذلك يعني أن أحزاب الطوائف ما عادت قادرة على التمييز بين السيء والأسوأ.
لا نتوقع في مجمل الأحوال أن تكون قوى السلطة في بلد مثل لبنان تتحكم به منظومة قيم مترهلة غير منفصلة عن العصب الطائفي في مكان يؤهلها لتكون حاضرة في مواقع وطنية، وإذا ما نظرنا للحكومة الحالية كمثال، فلا نجد وزيرا واحدا يمثل حيثية وطنية، أي أنه جاء من فضاء أبعد من الطائفة، وذلك ما نشهده يوميا في مواقف يعبر فيها كل وزير عن توجهات فريقه السياسي، لا عن توجهات الحكومة مجتمعة، بحيث يأتي الوزراء مشحونين مسبقا بمواقف لا يمكن أن تكون معبرة تماما عن هموم الناس ووجعهم، والإستثناءات قليلة جدا، فثمة عدد قليل من الوزراء، وإن أتوا من خلفيات سياسية تمثل النسيج الطائفي للبنان، إلا أنهم نأوا عن السياسة في حدود كبيرة، لكن في القضايا الكبرى هم محكومون بخيمة الزعيم، وهذا ما له علاقة بالتوازنات داخل مجلس الوزراء.
لا نتوقع أن ينطلق لبنان نحو آفاق أبعد في موضوع بناء الدولة مع تحالف قوى السلطة الطائفية، وثمة أكثر من دليل على ما نقول، ولا نفتئت ولا نظلم، وآخر الأمثلة تعطيل مجلس الوزراء لنحو شهر، دون الوصول إلى حد أدنى من التوافق يبقي حادثة أمنية في نظاقها القضائي بعيدا من السياسة، فضلا عن مسلسل طويل من الفضائح غير منفصل عن تقاسم الدولة بين طوائف، خصوصا وأن ليس ثمة من يمكن توصيفه على أنه خارق للطوائف لا في الحكومة ولا على مستوى القوى السياسية النقية طائفيا، وإن تلونت بــ "تنوع" لا يلغي طائفيتها.
ومن هنا، حبذا لو يختار زعماء الطوائف السيء بدلا من الأسوأ، فعلى الأقل تكون النتائج أقل كارثية، علما أن التعميم لا يجوز، خصوصا وأن ثمة وجوها تنتمي لأحزاب الطوائف وتمتلك الكثر من المؤهلات، ولكن لسبب ما هي مغيبة، وكأن المطلوب الطاعة قبل الكفاءة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|