حسن في مهرجان العرفان: المصالحة لن تؤثر عليها الخطابات الاستفزازية والطائفية
#الثائر
كتبت صحيفة الحياة تقول: أكد رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط ان "مسيرة الصمود والوجود والوحدة والمعرفة والعلم والعقل والانفتاحِ والحوار والعروبة وفلسطين وفخرالدين وكمال جنبلاط باقية بقاء الدم في عروقنا وبقاء الروح في نفوسنا".
وقال جنبلاط في كلمة جامعة في الإحتفال السنوي لخريجي مؤسسة العرفان التوحيدية، في السمقانية في الشوف: "لقد رحلتَ عنّا يا شيخ علي (زين الدين رئيس مؤسسة العرفان) في لحظةٍ من أدقِّ مراحلِ تاريخِ الجبل، تاريخِ الموحّدين، تاريخِ بني معروف وتاريخِ لبنان. وفي هذا المناسبة، أؤكّدُ لكَ، ولأهلِ العرفان، ومعشرَ العرفان، ولأهلِ التوحيد ولأهلِ الجبل، أنّ المسيرةَ التي بنيتموها سويّاً يا شيخ علي مع كمال جنبلاط، وبمباركةِ الشيخ أبو محمد جواد ولي الدين باقية. لذا وأكثرَ من أي وقتٍ مضى سنواجهُ التحدّيات وفي البناءِ وتعزيزِ كافةِ المجالاتِ التي يُمكن أن تسهّل للطلاب وللطالبات مزيد من المعرفة والعلم".
أضاف: "أيتها العائلةُ العرفانيةُ المعروفيةُ الكبرى، بمزيدٍ من التعاضدِ والتضامنِ والألفةِ ورصِّ الصفوفْ سنرفعُ التحدّي. رأيتمْ ورأينا سويّاً كيف كانتِ الهجمةُ المسعورةُ اللئيمةُ على العرفانِ وعلى الشيخ علي قبلَ فترةٍ وجيزةٍ من رحيلِه. رأيتمْ ورأينا كيفَ كانت حملاتُ التشكيكِ والتشويهِ بغيةَ تحطيمِ سمعةَ العرفان وإنجازاتِها التاريخية. نسي هؤلاء ان شبّانُ وفتياتُ وأشبالُ وأبطالُ العرفان كانوا في بدايةِ حصارِ الجبلِ، مدماكاً أساسيّاً في الصمود، والقتالِ عند الحاجة، بيمينهمْ قلمُ المعرفةِ وبشمالهمْ بندقيةُ الكرامة يسيرونَ جنباً الى جنب مع رفاقهم في الحزب التقدمي الإشتراكي للدفاعِ عن هذهِ الأرضِ المقدّسةِ. وفي يومِ المصالحةِ يومِ الجبل، يومِ لبنان رفعوا أعلامَ التوحيدْ عاليا وأعلامَ العقل واعلام السلام في استقبالِ بطريرك السلام الكاردينال البطريركْ مار نصرالله بطرس صفير".
"نجحنا في فكِّ الحصارِ تلوَ الحصار"
وتابع: "أليسَ همْ شبابُ العرفان الذين أَنشدوا في يومِ الجبلِ الأسودْ؟ سلامُ الشبابِ سلامُ الرجالْ سلامُ الرفاقِ رفاقَ القتالْ (...) بهذا العهدْ، وبهذا القسَمْ، وبهذه الإرادةِ وبهذا التصميمْ مضينا على مدى عقودْ ونجحنا في فكِّ الحصارِ تلوَ الحصار وتسجيلِ التفوّقِ تلو التفوّق والتقدم تلو التقدم.
وعلى هذا فإنّني أتعهّدُ بالتقديمِ للعرفانْ، بالدعمِ الكامل في كلّ المجالاتْ وأطالبُ مجلسَ الأصدقاءْ بمزيدٍ منَ التضحيةِ والعطاءْ لأنّ العطاءَ ووحده العطاءْ هو عنوانُ الحياة والبقاءْ والاستمرار. إنّ الثرواتَ مهما علتْ لن تردَّ الأكفانَ عنّا أجلا ام عاجلاً. إدفنوا أمواتكم وانهضوا".
"لن تزعزعها عوارض السياسة"
ثِّم تحدث شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن ، فقال: "نحن اليوم يهمُّنا النهج الذي به وحده نحافظ على بلدنا العزيز، المتن الأعظم من كتاب تاريخنا وهو الصفحات البيضاء التي تتضمَّنُ وحدة اللبنانيِّين، و"العيش معاً" تحت جناح "التضامن اللبناني بين كلّ الفئات"، وضدّ كل ما يهدِّد هذه الوحدة، هذا التضامن تجدُ تجليَّاته قبل زمن طويل ممَّا بات يُعرفُ مع الاستقلال "الرُّوح الميثاقيَّة".
اضاف: "فلا تكونُ الميثاقيَّةُ أو مبدأ اللحمة الوطنيَّة أو "كنز المصالحة" موضوعاً أنيّاً في لعبة الصراعات والمناكفات السياسيَّة، بل هي ثوابت ترقى إلى مستوى احترام الرُّوح الدستورية بمعانيها الوطنيَّة والسياسيَّة والإنسانيَّة الرفيعة، وهو ما يحفظ لبناننا وسط كلّ العواصف. إنَّنا ندعو بإخلاص وأمانة إلى التبصُّر بالعواقب والمآلات، ولسنا نرى نافذةً إلى خلاص لبنان اليوم إلَّا التمسُّك الشديد والمخلص بالثوابت الوطنيَّة، والمبادئ الدستوريَّة الميثاقيَّة، وروح المصالحة. ومصالحة الجبل التاريخية التي تكرّست بجهودكم وحكمتكم وصلابتكم ورعايتكم لطائفتنا المعروفية وليد بك مع البطريرك الراحل مار نصرالله صفير، وتمّ تثبيتها مع غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي"ادامه الله"، ونحن حريصون على هذه المصالحة ولن تؤثر عليها الخطابات الاستفزازية ولا التصريحات الطائفية ولن تزعزعها عوارض السياسة وتقلبات أمزجة المصالح فيها والمكاسب الدنيا. فأمانة "وحدة الأرض والإرادة" عهدٌ نلتزم به بلا هوادة. ونأمل ان يلتزم به الجميع".
"لتسلك المصالحة ضمن البيت الواحد قبولاً للمساعي الحميدة".
وتابع: ""لقد مرّ الجبل خلال الأسابيع الماضية بمرحلة صعبة عقب حادثة البساتين الأليمة، والخسارة هي مشتركة لنا جميعاً، والتي تتطلب لتجاوزها نهج الحكمة والتبصر والالتزام بالمبادرات السياسية والقضائية والأمنية المبنية على أن القانون فوق الجميع، وأن الدولة ومؤسساتها هي المرجعية الوحيدة لكل اللبنانيين. وأنّ أمن الجبل واستقراره والعيش المشترك من ركائز الثوابت، وهو من الخطوط الحمر غير المسموح تجاوزها". وقال: "نحن من موقعنا الروحي نشكر جهود جميع المرجعيات السياسية والأمنية التي تحركت فور وقوع الحادث لتطويق ذيوله ووأد الفتنة ووضع إطار للحل، ورجاؤنا وأملنا أن تسلك المصالحة ضمن البيت الواحد قبولاً للمساعي الحميدة. وببركة ودعاء المشايخ الاجلاء، والمرجعيات الروحية الكريمة، ستبقى راية التوحيد خفاقة مرفوعة باذنه تعالى، وقناعتنا العيش في هذا الوطن بكرامة الى جانب اخواننا في الطوائف والمذاهب".
وتابع: "لبنان يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية خطيرة تهدد استقراره وعافيته. نداؤنا أيُّها اللبنانيون احفظوا وطنكم عبر ترسيخ مفاهيم المحبة والشراكة في نفوسكم، وتعالوا عن صغائر الأمور وتشبثوا بالكلمة الطيِّبة وبقواعد الصفح والتسامح، لبنان أمانة في أعناقكم وأعناق كلّ المخلصين حافظوا عليه".
مشاركون
وشارك في الإحتفال الحاشد، اضافة الى جانب جنبلاط وشيخ العقل، رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، ووزير التربية والتعليم العالي أكرم شهيب، ووزير الصناعة وائل أبو فاعور، والنواب: مروان حماده، نعمة طعمة، هنري حلو، بلال عبد الله، فيصل الصايغ، هادي أبو الحسن، أنيس نصار، الوزير السابق ملحم رياشي ممثلا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وعدد من النواب والوزراء السابقين.
كما شارك ممثل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان القاضي الشيخ رئيف عبدالله، وممثل قائد الجيش العماد جوزيف عون، رئيس الأركان اللواء الركن أمين العرم، وممثلين عن القيادات الأمنية والعسكرية والجمارك، ووفدا ممثلا للوزير السابق اللواء أِشرف ريفي.
كما حضر وفد من قيادة الحزب التقدمي ضم أمين السر العام ظافر ناصر، وعدد من أعضاء مجلس القيادة، وعدد من الشخصيات والفعاليات الروحية والمشايخ، ورئيس محكمة الاستئناف الدرزية القاضي فيصل ناصر الدين، والاباتي سعد نمر، والسيد علي الامين، والقاضي الشيخ أحمد الكردي، وعدد من رؤساء المحاكم المذهبية وأعضاء من جمعية أصدقاء العرفان وأمين السر الشيخ وجدي أبو حمزة، وأعضاء من المجلس المذهبي، وعدد من المديرين العامين والديبلوماسيين وشخصيات سياسية ورؤساء ومسؤولي جامعات ومدارس واتحادات ورؤساء بلديات ومخاتير وهيئات تربوية واجتماعية.