"بورصة" الإفلاس السياسي! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
أخطأ النواب أمس حين صوتوا للموازنة، أو من "صوَّت" منهم، أي اقترع لا "صوَّت" بمعنى الصراخ ورفع الصوت، (فاقتضى التوضيح)، علما أن بعضهم لم يقصر في هذا المجال، وثمة من ظن أن المطلوب تعميم المحميات السياسية لا المحميات الطبيعية، فهل سقط ذلك سهوا؟ أم أن ثمة نية صافية للإبقاء على المحميات السياسية مقدمة لتعميمها وتسهيمها في بورصة الإفلاس السياسي والمساهمة في انتشارها أكثر؟ أو ربما هناك من يرى أن المحميات السياسية ضرورة لتحفيز الاقتصاد، لتكون بمثابة محطات سياحية فيكون لبنان بذلك أول من تبنى الفساد لدعم السياحة غير الطبيعية.
إذا كانت المحميات الطبيعية ضرورة ملحة لحماية بيئة لبنان، فالمحميات السياسية ضرورة أيضا من أجل الحفاظ على امتيازات من يمثلون طوائف ومذاهب لبنان بأمها وأبيها وقضها وقضيضها، وإلى الجحيم محميات الطبيعة، ذلك أن المحميات السياسية لا تتوانى عن نهش وتدمير المحميات الطبيعية وكل ما هو طبيعي في لبنان، من البيئة الشاطئية والساحلية إلى بيئة الجبال المطلة على البيئة الشاطئية، فلبنان بضعة كيلومترات تمتمد من الغيم السارح فوق جبل صنين إلى البحر حيث يفقش الموج بالصرف الصحي وأطنان البلاستيك ومثلها من نفايات سائلة وصلبة تزينها من آن لآخر أعشاب وطحالب سامة وغير سامة.
الحمدلله على نعمة الموازنة، مواقف الشكر توالت على إنجازها اليوم، فيما صرح أحدهم أن لا داعي للشكر وأن "الشباب قاموا بواجبهم"، وغضوا الطرف عن محميات السياسية لزوم الوحدة الوطنجية، ولا بد من التصدي لمن لم تعجبه موازنة العجب العجاب من "أونطجية" لا هم لهم إلا توتير الأجواء السمحاء الطاهرة واستجلاب بدلا منها الحزن والإحباط، فيما نحن نعيش لحظة فرح ينقصها الدبكة وحلقات رقص "بريك دانس" و"ماكارينا" و"يا خارجة من باب الحمام وكل خد عليه خوخة"، وأيضا "الطشت قلي يا حلوة يللي قومي استحمي".
لقد تأكد اللبنانيون بالملموس والمحسوس وحظهم المنحوس خلال جلسة الأمس في الـ Place D'etoile أن ما يقال عن المحميات السياسية ليس شعارات أو نكايات سياسية، لا بل هي قائمة كأمر واقع، وهذا ما بدا جليا بالحرد حينا والإنفعال أحيانا، وخلص الجميع إلى تحصين محميّاتهم من سيف لجنة المال الذي سلط على رقاب منتهكي الحقوق، إلا أن ثمة من أراد أن يظل السيف إياه مسلطا على رقابنا نحن الفقراء لله.
ولا يسعنا إلا أن نقول كل موازنة وأنتم بخير، والعقبى لموازنة مقبلة أكثر توازنا إذا سمحت المحميات السياحية، والله ولي التوفيق.
|
|
|
|
|
|
|
|
|