بعد كلام الرئيس عون... ليهدأ الجميع! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
"ما من أحد يرضى بتكرار ما حصل ولن يكون أحد فوق القانون والاجراءات القضائية العادلة"، بهذه الكلمات خاطب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفد كهنة الشوف، واضعا الإصبع على الجرح، ومؤكدا مرجعية الدولة بعيدا من الاصطفافات السياسية والمواقف المسبقة، وما يثلج الصدور قوله إن العيش المشترك في الجبل مصان بإرادة أبناء الجبل اولا وبرعاية الدولة ومؤسساتها ثانيا، معتبرا أن ما حصل في منطقة قبرشمون لا تُمحى آثاره إلا من خلال محاكمة عادلة سليمة تمهد الطريق أمام المصالحة، إذ لا تسويات على مثل هذه الجرائم.
بعد هذا الكلام فليهدأ الجميع، إذ لم يعد ثمة كلام فوق كلام الرئيس، خصوصا وأننا بدأنا نشعر أن ثمة دولة فعلا لا تقاد إلا بخطاب عقلاني هادئ ومسؤول وصادر من أعلى سلطة سياسية في لبنان، وهذا ما أشاع الطمأنينة لدى جميع اللبنانيين، فلا تغطية لمن يستبيح الأمن ولمن يخاطر بمستقبل لبنان وإلى أي فريق انتمى، ومن يداوم على تعلية سقف خطابه أن يضع نصب عينيه حماية وصون لبنان من كل الاستهدافات التي تتقصد إبقاءه في دائرة الالتباس كدولة وكيان، لا بل أبعد من ذلك، على الجميع أن يدرك جيدا أن ثمة قوى متربصة بلبنان شرا، ولن تتوانى عن إعادته إلى وصايات مقنعة، وليس ثمة من رد أفضل من كلام الرئيس عون، شريطة أن يبادر الجميع إلى ترجمته، هدوءا وسلاما، وإتاحة المجال للسلطة القضائية لتمارس دورها بعيدا من ضغوط وإملاءات وتصورات وأوهام شخصية.
وفي كلام الرئيس ما يشي بأن مسيرة الدولة لن تتعثر وإن عصفت بها رياه هوج، ولبنان تخطى ما هو أصعب، وقادر على جبه التحديات بفولاذ الإرادة والرؤى المتكئة على رجاحة العقل، وإن طالعتنا من آن لآخر مواقف صبيانية لا تعبر عن هواجس اللبنانيين، لا بل تستحضر هواجسهم، ومن هنا، جاءت مواقف رئيس البلاد حاسمة جازمة لا تحتمل تأويلا واجتهاد، خصوصا في قوله ألا أحد فوق القانون.
أبعد من ذلك، فقد حدد الرئيس عون الأساس الذي يعزز حضور الدولة في الجبل وغيره من المناطق، حين اعتبر أن ذلك "لا يكون فقط بالأمن، بل ايضا بالانماء وتعزيز قطاعات الانتاج لتوفير فرص عمل جديدة كي لا تنحصر في العاصمة والضواحي والمدن الساحلية بل في المناطق كافة".
وكأن الرئيس عون يدعو بذلك إلى صحوة وطنية، وضع إزاءها الجميع أمام مسؤولياتهم في لحظة سياسية لا تحتمل "الدلع" وهدر الوقت ودون المس بالمسلمات.
|
|
|
|
|
|
|
|
|