الموازنةُ ستمر بأقلَّ من مئةِ صوت لكن هل ستشكِّلُ "تأشيرة وصول إلى سيدر"؟ |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- " الهام سعيد فريحة "
أكثر من عشرين "ساعة حكي"، وأكثر من خمسين نائبًا توالوا على "الحكي"، والنتيجة: موازنة وصفها أحد كبار الخبراء الإقتصاديين بأنها "شيك بلا رصيد"، ومعروف في القانون ما هي عقوبة مَن يعطي شيكًا بلا رصيد، ومع ذلك، كان معروفًا ان الموازنة ستصدر، فهي لم تُنجَز لأن الحكومة ستسير بها، بل لأنها شرطٌ من شروط "سيدر" تمامًا كما تطلب سفارةٌ ما "إفادة عمل" أو "كشف حساب" لأي طالب تأشيرة دخول إلى بلد السفارة، فيستحصل طالب التأشيرة على "كشف حساب" ويقدمه، من دون ان تكون ارقامه صحيحة... هكذا موازنة 2019: "كشف حساب" للحصول على تأشيرة دخول إلى "سيدر"، ومَن يقول غير ذلك واهم ومكابر ولا يعرف حقيقة الأرقام. *** ولعل من بين العارفين بحقائق الأمور وبواطنها هو وزير المال علي حسن خليل الذي كانت كلمته في مجلس النواب، في معرض رد الحكومة على كلمات النواب، من اهم الكلمات التي أُلقيت: وزير المال فجَّر قنبلة خلال كلمته اعلن فيها ان هناك 136 معبرًا غير شرعي بين لبنان وسوريا لتهريب البضائع، وهذه المعابر لديها أسماء، وكل معبر على إسم الشخص الذي يديره، ورفع بيده تقريرًا يتضمَّن اسماء المعابر وخارطة توزّعها والمسؤولين عنها... فهل مَن يتحرك لوضع حد نهائي لمهزلة المعابر؟ لم يكتفِ وزير المال بذلك بل دق ناقوس الخطر بأكثر من مكان حين اعلن "أن هناك عيناً تراقب وأذناً تسمع في الخارج تتطلعان لما سيصدر عنا في المجلس النيابي وخارجه وعلينا أن نعي تداعيات أي كلمة أو موقف على وضع المالية العامة وتصنيف لبنان". لم يكتفِ وزير المال بذلك بل يعد بانه مع موازنة ٢٠٢٠ "التي أتممناها"، سيتاح لمجلس النواب أن يضع يده على كل قطع حساب متأخر. *** في مطلق الأحوال فإنّ التصويت على الموازنة لن يكون على قَدْر طموحات البعض لجهة "حاصل الأصوات" الذي ستناله الموازنة... النكسة الحقيقية بالنسبة لهذا البعض هو أن الأصوات التي ستنالها الموازنة لن تصل إلى مئة صوت من أصل 128 صوتًا، هو عدد مجلس النواب. الموازنة ستصوِّت إلى جانبها الكتل التالية: "المستقبل"، "لبنان القوي" (التيار الوطني الحر وحلفاؤه) و"التنمية والتحرير" (حركة أمل) و"الوفاء للمقاومة" (حزب الله) و"المردة"، وكتلة الرئيس نجيب ميقاتي. مجموع أصوات النواب في هذه الكتل لن يصل الى أكثر من تسعين صوتًا، لأن في المقابل هناك كتل ومنفردون يعارضون أو يمتنعون عن التصويت وهم: كتلة "القوات اللبنانية" (15 صوتاً)، كتلة نواب حزب الكتائب (3 أصوات)، والنواب: جميل السيد، فريد هيكل الخازن، اسامة سعد، فيصل كرامي، جهاد الصمد، بولا يعقوبيان، وربما يصوت ضدها ايضا النائب شامل روكز، وهناك نواب غائبون ومنهم ميشال المر، والوزير جبران باسيل الموجود في واشنطن، والنواب علي بزي وهاغوب بقرادونيان ونواف الموسوي الذي قدَّم استقالته. *** في المحصِّلة، تخرج الموازنة مليئة بالندوب والجروح، فهل ستكون قادرة على ان تشكِّل "تأشيرة وصول إلى سيدر"؟ هنا السؤال الكبير.
|
|
|
|
|
|
|
|
|