من كرة القدم إلى "كرة الندم"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
مع فائق الإحترام وجزيله إلى المطالبين بالمجلس العدلي في حادثة قبرشمون، وينتظرون الإحالة انتصارا لوطن التوازنات والغرائب، ومع عميم الشكر والتقدير للحريصين على لبنان الحر السيد الـمُستَغل، وإن كنا لا نجدهم إلا في كتب التاريخ، ومع محبتنا العظمى والصغرى للمطالبين وغير المطالبين بسيادة العدالة والقانون في وطننا العزيز "لبنان الكرامة جايي"، من كرة القدم إلى كرة الندم في "ماتش" طائفي وأكثر، ومن الفساد إلى سفود الحق يعلو ولا يعلى عليه يتلوى في حفلة "باربيكيو"، ومن وطن الكسارات "حدِّق أتذكر من أنا؟ أرأيت في الماضي البعيد فتى غريرا أرعنا" إلى عصف الذهن وميوعة الدهن ساعة تتفتق الأفكار المدلهمة عن إبداعات موضعية دون تخدير كامل، فالبنج شلّ العقول والأبدان واستقوى على الشحم والورم.
أما بعد، إذا سكتنا مصيبة وإذا تحدثنا فالمصيبة أكبر وأعظم، لكن يبدو أن المطلوب اليوم تعويم ما لا يُعوَّم، وثمة هدر للوقت على حساب ما بقي من دولة القانون والتخت الشرقي مع صوت عود رخيم، ومن لديه مشكلة مع وليد جنبلاط فليحلها معه بعيدا من التوظيف، فوضع البلد لا يحتمل كل هذا التعطيل، والشروط المسبقة دمرت لبنان، وهنا لا يتحمل النائب طلال أرسلان تبعات هذا الأمر، ولم يعد خافيا على أحد أن هناك من يريد لوليد جنبلاط أن يذعن ويتلو فعل الندامة، وهذا شأنهم معه وشأنه معهم، فلا تدخلونا في نفق التجارب والمصائب، ولسنا بطالبين أكثر من أن يعي الجميع أن لبنان في دائرة الخطر، والكل مستهدف.
أما رهن مجلس الوزراء بإحالة جريمة مستنكرة إلى المجلس العدلي فهذه سابقة ستكون لها تبعات على مجمل الأوضاع في لبنان، فمن يضمن غدا ألا توضع شروط مسبقة من أي فريق سياسي تعطل كل مؤسسات الدولة؟ وما الحاجة إلى القضاء في مثل هذه الحالة والمطالبة بالإحالة؟
إن خلصت التحقيقات إلى أن ثمة "كمينا" ومحاولة اغتيال وزير فلكل حادث حديث، وسنطالب بأكثر من مجلس عدلي، وربما نحث على رفع الحادثة إلى "محكمة لاهاي الدولية" دون تأخير أو تأجيل، لكن هذا الاندفاع المصلحي للتطويق والتحجيم من جهة، والنفخ والتكبير من جهة ثانية، فيه مجلبة للشرور وعظائم الأمور، والمطلوب أن يرعوي الجميع، وإلا سنتحول من كرة القدم إلى كرة الندم على ملاعب "الغازون" الوطني، كرة تتقاذفها الأهواء في الأجواء وعلى الأرض وفي كل الأنحاء، سيما وأن لكل طائفة مرمى وعند كل مرمى أكثر من ملاك حارس!
|
|
|
|
|
|
|
|
|