14 و8 آذار... !New Version |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
نحن الآن أمام تموضعات جديدة أو بمعنى أدق تموضعات متجددة، ولكن بروحية متصلة بما نعيش من انهيارات وتصدعات، وأسوأ ما يمكن أن يصل إليه لبنان يوما هو عودة الانقسام بين شارعين، وكأن تجارب الأمس القريب (والبعيد أيضا) بكل الإرهاصات والسقطات والتخيلات، لم تعلمنا أن حركة الاصطفاف الأجوف مداها الشارع أولا وأخيرا، ولبنان مرة جديدة سيكون موزعا بين 8 و14 آذار، فيما البقية الباقية لا صوت لها، وما عليها إلا أن تتابع حفلات الجنون المقبلة وسط صيف سياسي لاهب، ربما قد يطول سنة أو سنتين أو أكثر، ومن "جرب المجرب... "، والبقية تعرفونها، كأن قدرنا أن نسقط في حفر ولا نتعلم.
يخطىء من يظن أن التمظهر بين خطابين يعني أننا ديموقراطيون، فبئس ديموقراطية تضعنا وجها لوجه أمام حائط، وهي ديموقراطية العلو بالوهم والتحليق في فراغ، والنهاية السقوط من الأعلى ليتهشم الجميع بالجميع ومن الجميع، ومثل هذا الانقسام "الآذاري" في تموز مطلب إقليمي، لا بل ثمة قوى قريبة وبعيدة في هذا العالم تريدنا أن نروج لبضاعتها، من سوريا إلى السعودية وإيران وغيرها من دول تسعى ليكون اللبنانيون جزءا من توازناتها، وبالتأكيد ستكون هناك مكافآت سخية حتى ولو كنا وقودا لحروب مقبلة، حروبنا الصغيرة التي ما توقفت يوما في حاضرة سِلمنا الملتبس، أي عندما نموت بحوادث "فردية" متنقلة وتهرق دماؤنا بالتقسيط.
قمة السقوط ساعة لا نتمكن من أن نتوحد بما يعزز القناعة بأننا وطن لا تجمعات محكومة بأوهام القوة، أي ساعة نستقوي بدولة أو اثنتين أو أكثر لـ "تعديل" ميزان القوى الداخلي، ومرحى بـ "ديموقراطية" تحيلنا تابعين ومسيرين، وتبقينا منظرين لـ "السقوط" معتقدين أنه "العلو الشاهق" فيما هو أدنى من حضيض الحضيض، ونعيش الوهم حالة ثابتة تبعدنا عن اللحظة وضرورة الانطلاق منها لبناء فكرة وطن، فكرة لم تتبلور بعد بالرغم من أن لدينا نشيدا وسجنا ومجلس أمة.
سنكون قريبا أمام مفاجآت آذارية، 14 و8 آذار... New Version، ومن ثم عود على بدء، وإلى الأمام وإلى الوراء لا فرق، ورحم الله امرىء عرف قدره ووقف عنده، ورحمنا الله جميعا، والرحمة تجوز على الأموات وعلى الأحياء أيضا!
|
|
|
|
|
|
|
|
|