لبنان... الجنة المفقودة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
كنا نتمنى أن نلاقي موسم الصيف ونحن في جنة المصالحة وفي واحة الوفاق نرنو لغد رائع مشرق، وكنا نُـــمَـــنِّــي النفس بأن نكون في رحاب الأمن والأمان وعلى مسار الازدهار والرفاه والتقدم، وأن نكون عند ناصية الأمل بوطن على حجم وقامة أحلامنا، وطن لم يبصر النور إلى الآن، وقد بدأنا ندرك بأن لا جنة حقيقية في لبنان بعيدا من الاستقرار وتكريس روح التضامن وسط مناخ ديموقراطي يحمي التنوع، ويُبقي سقف الإختلاف في حدود الوعي والفكر والمنطق.
لقد تأكدنا بالأمس، ومع ما شهدنا من أحداث مؤسفة في منطقتي الشوف وعاليه وحاصبيا أن الوعي مفقود، لنجد كيف أننا محكومون بالوهم حين صدقنا أننا ولجنا فعلا مرحلة السلم السياسي والأمني والإجتماعي، وأغلقنا كتاب الفرقة والتشرذم إلى غير رجعة، وأن حروبنا وئدت في تراب الماضي، لنصدمَ بالأمس بما حرك الراكد من ضغائن وأحقاد وأطماع وأغراض.
وكنا نتمنى أيضا أن نواكب الوافدين إلى ربوعنا اللبنانية، من الأرز إلى الشوف والجنوب والشمال، سياحا ومغتربين، عربا وأجانب من كل بقاع الأرض، وسط أعراس الفرح وفي غمرة المهرجانات، لا أن "تسرقنا" الفتنة النائمة، فإذا بنا نلعن من أيقظها ونلملم معها جراحنا، حتى صار أقصى الحلم ألا ينجر البلد إلى مستنقع الخلافات، وكذلك السعي لعدم تقويض دعائم الدولة وإلهائنا عن التفرغ لمعالجة أزماتنا واللحاق بركب دول سبقتنا في مسيرة تطورها وارتقائها، فيما نحن لما نزل نبحث عن جنس الملائكة.
لا يعنينا من بعيد أو قريب من بدأ ومن حرض، ولا يهمنا من استسهل اللعب على وتر الخلافات وتعزيز الإنقسام، مستحضرا الخوف من الآخر الشريك في الوطن، لسبب بسيط، وهو ان اللبنانيين جميعا محاصرون بالخوف، ولا ما يطفئ هواجسهم، لا بل وجدنا بالأمس من أضرم فيها النار، والكل في دائرة الإتهام وليس ثمة من يمكنه أن ينأى بنفسه عن هذا المشهد، وينفض يديه من الجريمة، وما حدث بالأمس ليس وليد الصدفة، وإنما هو نتاج تراكمات أوصلتنا إلى الهاوية، ولطالما حذرنا من على منبر "الثائر" althare.com مرات ومرات مؤكدين أنه من المسموح اللعب على الحافة.
الكل مسؤول طالما أنه نأى واغترب عن صوت العقل، وليعذرنا الجميع، الكل مسؤول أيضا، لأن أحدا لم يبنِ على مدماك المصالحة ترسيخا لعيش واحد، والكل مسؤول ومطالب بالعمل على التهدئة واستيعاب ما جرى كي لا نكون أمام منزلقات أخطر، وكي لا يتحول لبنان وطنا مؤجلا... وكي لا يصبح جنة مفقودة!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين *رئيس " جمعية غدي "
|
|
|
|
|
|
|
|
|