مستشارو وزراء الواجهة والوجاهة! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
أخطر ما يتعرض له بعض الوزراء في حكومة "إلى العمل" وقبلها في حكومات بمسميات كثيرة لم يعرف العمل يوما إليها سبيلا، عندما لا يوفقون في اختيار مستشاريهم، فإذا كان اختيار الوزراء في لبنان خاضعا لمعيار سياسي وتمثيلي، فذلك يعني أن الوزراء غالبا ما يكونون مجرد واجهات سياسية لحزب أو تيار أو طائفة ومذهب، فيتحولون بحكم الموقع إلى الوجاهة السياسية، وبدلا من أن يتفرغون لشؤون وزاراتهم نراهم يخصصون يوما في الأسبوع لاستقبال الناس ومتابعة شؤونهم وملاحقتها، وهنا ندخل في إشكالية متصلة بفصل الوزارة عن النيابة، وكم رأينا وزراء يستغلون الموقع ويجيرون الوزارة للترشح إلى الانتخابات النيابية.
من هنا، نجد أن معظم وزراء الطوائف منذ ما قبل "الطائف" وبعده على نحو صارخ وفاقع يجذِّفون في بحر بلا قاع، ولنا في ذلك أكثر من مثال، فهل ثمة وزير تمكن من التحليق في فضاء وزارته؟ بالتأكيد لا ننتقص من جهود وزراء ولا نحملهم تبعات كل هذا الفراغ السياسي، وهذا ما يقودنا إلى سؤال آخر، هل يجروء وزير على مخالفة من سماه وزيرا في حكومة؟
لا نغمز من قناة أي وزير، فالكل سواسية وإن بدرجات مختلفة، ولا نحمِّل أحدا وزر واقع سياسي لم يجلب لنا غير الوَبال، ولا نتوقع أن تتطور الأمور نحو الأفضل في هذا الفضاء الموسوم بالتعصب ومفاعيله الإقصائية، خصوصا عندما لا يمر مشروع بغير التوافق، ما يعطل مسيرة الدولة شبه المعطلة، وهذا ما يمثل أزمة لا نتوقع أن نتخطى تبعاتها في ظل نظام قائم على التحاصص مناصفة بين الطوائف، لا بل ذهبنا إلى تقاسم الدولة في كل قطاعاتها من مديرين عامين إلى أدنى موقع وظيفي.
من هنا، لا يمكن لوزير أن يجترح المعجزات، لكن في حد أدنى يمكنه اختيار من هم أهل ليكونوا مستشارين على درجة كبيرة من العلم والخبرة، خصوصا وأن وزيرا وفد من قطاع الصناعة لا يمكن أن ينطلق في وزارة السياحة، والعكس صحيح، وهنا يصبح المستشارون وزراء في الظل، فيقدمون النصح والإستشارة.
نعلم كذلك أن الوزير يمثل واجهة سياسية باستثناء من قدموا من موقعهم الوظيفي في وزارات أو مؤسسات وهيئات رسمية، لكن أن يتحول المستشار إلى واجهة أيضا مرضاة للأتباع والحزب أو الطائفة فذلك يستدعي مراجعة نقدية مع ما نشهد من "تخبيص" على مستوى وزارات عدة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|