التغيير فعل مؤجل... والمستقبل مصادر! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
حبذا لو يرحمنا السياسيون من الحديث عن الديموقراطية والتغيير والحرية، أو التغني بالشفافية والإصلاح والعدالة، فجميعها مفردات تدل على قيم فُقدت منذ أمد بعيد ولم تعد موجودة، والإمعان في التوكيد على التغني بها كلازمة في خطاب، يعني أن هناك نوعا من التعمية، وكأن المطلوب راهنا ومستقبلا أن نظل غارقين في أوهام وتخيلات تفصلنا عن الواقع وحركته، أو أن ندمن الخيبة والإنكسار بالرضى والتسليم، تماما كمن ينام بفعل جرعة مخدر كبيرة تبقيه مغيبا عن الفعل والتأثير في حركة الصراع اليومي، ومن على ناصية النضال لإحداث التغيير المطلوب والمرتجى أبعد بكثير من مجرد لافتة وشعار.
إذا ما استعرضنا ما نحن عليه اليوم وسط خواء التفاهمات حينا والمناكفات حينا آخر، نتأكد يقينا كم أننا بعيدون جدا عن قيم الدولة المفترض أن تكون محصنة بروحية هذه المفردات وما تحمل من دلالات كثيرة وكبيرة، لا باستخدامها وتوظيفها في خطاب شعبوي مع سياسيين جلهم من أتباع الشعبوية "الجماهيرية"، وهنا، يكفي أن يتسلق أحدهم "بوسطة" زعيمه وطائفته حتى يغدو من أهل السياسة والكياسة و"الجنتلمانية" وصاحب قافلة سيارات "مفيمة" ومواكبة و"زمور خطر" لزوم الوجاهة، فضلا عن حراسة "المدام" والأولاد وربما الأحفاد، مع ما يقتضي ذلك من توفير مرافق مطيع يبتاع البقدونس والبندورة والنعنع من سوق الخضار لتعد الخادمة الإثيوبية صحن تبولة على الغداء.
نفتش عن بارقة أمل لنتحدث عنها لنبني عليها القليل من تفاؤل فلا نجد أكثر من صخب يصيب بالسأم والصداع، نبحث عن تفاؤل فيصدمنا التراشق بين المختصمين اليوم والمتحابين بالأمس، وبعضهم من تمنى علينا أن نعمم التفاؤل، فإذا ببعض هؤلاء يندفع لتكريس الشؤم والانقسام، وتسود حالات من الانفعال لا يمكن محاصرتها إلا بعد جولات عدة من الاشتباك الكلامي، أي إلى أن يتعب "المحاربون".
ما نزال نعيش الفعل وردة الفعل في حدود العاطفة، وكل القيم تُـحتضر أو هي اندثرت وتلاشت، فالديموقراطية شوهاء ولا تعدو كونها مجرد توصيف لنسبغ على واقعنا السياسي بعضا من حيوية، وهي ديموقراطية فوقية قائمة على التوافق ما يلغي الصراع المعقلن المفترض أن يفضي إلى ما هو أرقى في سيرورة الحياة وتبدلاتها من أسوأ إلى أحسن، ولذا نحن محكومون بما يدفعنا إلى الوراء دائما، أي من سيء إلى أسوأ.
التغيير فعل مؤجل وكذلك الحرية والشفافية، وكأننا نعيش في غياهب الأمس، والمستقبل فعل مصادر بكل ما هو هجين غير قابل للحياة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|