"الثائر"... الموضوعية أولا! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– * " فادي غانم "
يصعب على المتابع للتطورات المستجدة خليجيا أن يكون على ضفة محايدة، بمعنى أن يتخطى الذاتي لصالح موضوعية علمية تظل بعيدة المنال بنسب كبيرة، كما أن ليس هناك حيادية بالمطلق، دائما ثمة براغماتية ترسم قناعات وسلوك وتصورات الدول والأفراد على حد سواء.
إذا ما طالعنا الصحف والوكالات الغربية في سياق متابعة التطورات تحليلا واستنتاجا، نجد أن كُـــــتَّابا وصحافيين غير قادرين على تخطي الصورة النمطية التي رسمتها السياسية الأميركية منذ ثمانينيات القرن الماضي للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ودائما يسارع الإعلام الأميركي إلى تبني الرواية الرسمية وينطلق منها كمسلمة غير قابلة للنقاش، وهذا ما لمسناه في اليومين الماضيين مع اندفاعة إعلامية تحرض على إيران بعيدا من أية مهنية، وإن كان هناك كُتَّاب يغردون خارج السرب إلا أنهم قلة، ويمثلون استثناء لا يعبر عن الخطاب الرسمي بأجوبته الجاهزة.
والأمر ذاته يصح على إيران أيضا، ففي الوعي الجمعي الإيراني، تعتبر أميركا "الشيطان الأكبر"، ودائما هناك الرواية الرسمية التي تقدمها الدول والحكومات، وبالنسبة إلى إيران تبدو الأمور أكثر حزما، لاعتبارات وأسباب متصلة بطبيعة النظام، ذلك أن ليس ثمة معارضة من خارج المنظومة العقائدية والفكرية والثقافية للدولة، والإنقسام غالبا ما يكون بين التيار المتشدد والتيار الإصلاحي من داخل بنية النظام ذاته، ولا معارضات أبعد من هذا المدى المرسوم مسبقا، خلافا لما هو عليه الحال في الولايات المتحدة، علما أننا لسنا في وارد إجراء مقارنة بين أميركا وإيران، لكن نستعرض واقع الحال لنبين كم هي صعبة قراءة المعطى السياسي، خصوصا وإن كنا بصدد الإحاطة بما استجد من تطورات.
نعرض هذا الحدث الإقليمي والدولي، لنقول كم تصبح الكتابة مهنة شاقة تفترض قراءة أي حدث بعيدا من استنتاجات غالبا ما تكون مجافية للحقيقة، فضلا عن أن ليس ثمة حقائق مطلقة في السياسة، ويبقى كل شيء نسبيا، ونسوق هذه الأمثلة لنقول انه في ظروف معينة يمكن ألا يكون التحليل والإستنتاج صائبا، إذ دائما ثمة اعتبارات كثيرة يتداخل فيها العام بالخاص، وهذا ما نحاول تداركه في "الثائر" althar.com، من خلال شعار رفعناه منذ البداية لجهة أن نقدم للقارىء والمتابع المعرفة على قاعدة أن الموضوعية أولا، ولا يعني ذلك أننا لا نخطىء، لكن طالما نعتمد هذه الرؤية فالخطأ لا يكون مميتا.
مناسبة هذا الكلام أن بعض الإعلام يقدم ما يتمنى وفق ما يعبر عن تطلعات القوى السياسية ورغباتها، بعيدا من موضوعية مهنية، فلا نستغرب أن نسمع في موضوع أزمة الخليج الناشئة خطابين نقيضين، وهنا على المتلقي أن يجتهد ويستنتج!
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|