نجحت وزارة البيئة... حيث فشل الآخرون! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
ما لم تتمكن القوى السياسية مجتمعة من تحقيقه في جمع ولــمِّ شمل اللبنانيين من مختلف التيارات والتوجهات السياسية والأحزاب، ومن سائر مؤسسات المجتمع الأهلي، إلى الناس بتنوع أطيافهم وصولا إلى البلديات ومؤسسات رسمية وخاصة، حققته وزارة البيئة في تظاهرة وطنية حماية للشاطىء اللبناني ودرءا لما يتهدده من أخطار، وفي محاولة أيضا لتصويب سلوكياتنا اليومية حيال طبيعة لبنان بحرا وساحلا وجبلا، ولا سيما في موضوع النظافة.
وعاش لبنان أمس من أقصى الشمال إلى مدينة صور وتخوم الناقورة جنوبا حدثا استثنائيا برمزيته ودلالاته، تأكدنا معه - في سابقة بيئية - أننا ننتمي لفضاء وطن واحد وإن تنوعت مشاربنا واختلفت وتعددت قناعاتنا، وهنا، نجحت وزارة البيئة حيث فشل الآخرون، نجحت وتمكنت من تكريس شكل من أشكال التكامل بين الدولة والقطاع الأهلي، لا بل استحضرت الوجه الحقيقي والنضر للبنان، لبنان التنوع والانتماء لسماء واحدة تدثر حضورنا كمواطنين متساوين في الحقوق والواجبات.
كنا بالأمس أمام مشهدين نقيضين، سجال متفلت من قيم ومناقب وبعيد من أدب التخاطب، أظهر أن بعض السياسيين يتقنون التهور حد "الولدنة السمجة" ولو على حساب استقرار بلدهم، فضلا عن "تغريدات" أشبه بنعيب غراب بينت كم أن لبنان مبتلٍ ببعض سياسييه ينحرونه في سوق نزاعاتهم وعلى مذبح أهوائهم ما إن "يدق الكوز بالجرة"، وجل نزاعاتهم من النوع التافه والرخيص، أما المشهد الثاني فجاء احتفاليا، عنوانه التطوع والفرح وتبني ثقافة الحياة وهي تنهد لتلاقي أحلاما ذوت وكادت تموت، فإذا بها تخضرُّ بعرق التعاون والتآزر والتضامن، ما أثلج القلوب وأعادنا إلى حاضرةِ اللحظة المفتوحة على احتمالية أن ننعم بوطن نفيء إليه، لا إلى إقطاعات تتنازعها الطوائف والمصالح.
وبالأمس أيضا، تأكدنا أن لبنان أجمل من معظم سياسييه، وأكثر ألقاً رغم نوازع الشر تدمر حاضرنا والمستقبل، وأعتى أنواع الشرور تلك التي تتقصد توظيف العام لصالح الخاص من أهداف ومآرب، وأخذنا اليقين إلى حدود الأمل بغد يعيد إلينا ما سُلبَ من مواطنيتنا وما استبيح من كرامتنا وسط الفساد و"خصخصة" بعض قطاعات الدولة لصالح من آلت إليهم إدارتها، كأنها ملكيات خاصة يتوالون عليها بالإرث.
وبالأمس أيضا، تلمسنا حقيقة أن وزير البيئة الشاب، عمرا وفكرا وتوجهات، تمكن بحيوية ودينامية من تحويل الوزارة من التبعية إلى السيادة، ونجح معه لبنان في تنظيم حملة لتنظيف وحماية الشاطئ من العريضة إلى الناقورة بمشاركة الآلاف وقد محضوه الثقة في محطة نريدها انطلاقة فعل نضال يومي لأجل لبنان.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|