لا دولة في لبنان حتى إشعار آخر! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
تنام الدولة هانئة مطمئنة فيما ثمة من يستبيح أرضا ويهدد بشرا ويشوه معْلما، وهناك من لا يعير معاناة الناس انتباها، وهناك من يمهد طوعا أو بالإكراه للكارثة، وكل من هو ساكت شريك طالما لم يدلِ بكلمة ولو من باب رفع العتب، أو التضامن ولو على استحياء، أما الهروب من المواجهة يعني أن الدولة فقدت هيبة وغيبت سلطة وضاعت مرة جديدة في متاهات المصالح من بيروت إلى دمشق.
نقول هذا الكلام عن عين دارة، باعتبارها أصبحت ممرا إلزاميا لتكون الدولة حاضرة فعلا، وتبعد عنها ما يدينها، تواطؤا أو تمريرا لصفقة، وكلاهما وارد من بوابة القوة، لا العدل ولا القانون، أنت قوي، توظف جيدا علاقاتك من دمشق إلى بيروت، فلا خوف عليك، كل غلط يمر، من كسارة إلى معمل إسمنت إلى تعد على ملك عام، هذا اللبنان الموزع بين طوائف مآله الخراب والدمار، طالما ارتضينا إدارته بمنطق كسارة تنهش أرضا وتجتث شحرا وتقضم جبلا.
قلنا كلاما كثيرا من موقع الحرص على الدولة، هيبة وكيانا وقانونا، قلنا كلاما أكثر من موقع حرصنا على العهد، وسنظل نقول، إن ما يخطط له في أعالي ضهر البيدر، بدأ يتحول مشروع فتنة، خصوصا بعد أن حذرت أمس "هيئة المبادرة لمدينة عين دارة" في بيان، أن "جبل عين دارة شهد في الساعات الأخيرة إدخال بيوت جاهزة إلى موقع انشاء معمل الفتوش بعد تجاوز نقطة الشرطة البلدية. وقابل ذلك قطع الطريق ودعوة إلى الاعتصام بإسم الاهالي"، وحذرت أيضا من "خطورة هذا الوضع وبخاصة مع تواجد لمسلحين قد أكد حضورهم الوزير جريصاتي خلال زيارته عين دارة نهار السبت 27 نيسان (أبريل)، ومعاينته الجرائم المشهودة من دون طلب قمعها، وقبل ان يتوجه إلى شرب القهوة مع بيار فتوش. وتلازم ذلك مع محاولات التضليل وحرف الصراع نحو الطابع المذهبي او العصبي أو السياسي في بيانات أصدرها أصحاب شركة إسمنت الارز".
لن نتناول ما سرده بيان الهيئة، لكن نكتفي بالقول، إن مخالفات بيئية وإدارية وتنظيمية وصحية وغيرها، مفترض أن تكون في عهدة رئاسة مجلس الوزراء، وبالانتظار، لا دولة في لبنان حتى إشعار آخر، أي ساعة نشعر أن ثمة قانونا عادلا وسلطة محايدة، وحتى نتيقن أن الحكومة قادرة على تصويب ما دُبِّــــــرَ في ليل، ونطمئنَّ بأن هناك عينا ساهرة وراعية وحامية لقليل من كرامة، كرامتنا المسلوبة بين البحص والإسمنت والرمل والنهر والبحر والتلوث والزبالة.
|
|
|
|
|
|
|
|
|