لا ملائكة في السياسة... ولكن؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
كل ما نشهده اليوم لا يشي بغير الإرباك، وهذه قناعة تولدت وسط كمٍّ كبير من تصريحات ومواقف تؤكد أننا قاصرون عن إعداد موازنة، وفي مكان ما ثمة تشاطر على بعض، مزايدة بالموازنة وعلى الموازنة، علما أننا لسنا مع أي وجهة نظر تطرح من قبيل المزايدة، كنا وسنبقى فقط مع هموم الناس، مع صون رواتبهم والأخذ بهواجسهم، ومع عدم المسّ بمخصصاتهم ومستحقاتهم واستباحة كراماتهم، ومع عدم تحميلهم إثم ووزر ما ارتكب السياسيون زهاء عقدين من الزمن أو أكثر قليلا.
أما وقد عدنا لسجالات من العيار الثقيل، فذلك لا ينبىء بالخير، وأيضا لا نملك، ومن موقعنا عبر "الثائر" إلا بعض تمنيات لجهة الابتعاد عن لغة التخوين وعدم استحضار الماضي، لأن الانسياق نحو التخاصم ليس في مصلحة أحد، خصوصا وأننا مدعوون جميعا إلى إصلاح ما تصدع لا تصديعه أكثر، ومدعوون إلى التماسك والتعاون لأن فيهما قوة تمكننا من جبه الصعوبات، وفيهما منعة تساعدنا على تخطي العقبات، وإلا أخذتنا أزماتنا الراهنة إلى مناطق مشتبكة أكثر، في وقت يتطلع إلينا العالم ويراقب كيف يمكن أن ندير شؤون البلاد والعباد، وكيف نصون وحدتنا، خصوصا وأن لبنان بات منذ مؤتمر "سيدر" وقبله أيضا تحت المجهر الدولي.
ننتظر أن تتلاقى الإرادات الطيبة بعيدا من التراشق، لأن المطلوب اليوم أيضا ليس تسجيل النقاط في ملعب السياسة ومن على منابرها وفي ساحاتها، ولا الحض على الفرقة والتنابذ، لأننا معنيون جميعا برفع لبنان من وهدة الضعف والتراجع والخسارة إلى ما يعزز حضوره كدولة مستقلة ذات سيادة، فلنسجل نقاطا لصالحها، لنرفع مستوى معيشة الناس ونحصن أمنهم الاجتماعي والاقتصادي، لنظهر أن لبنان قوي بتماسك سائر أطيافه وقواه السياسية، ولا نقول هذا الكلام إلا من قناعة ترسخت على مدى سنوات طويلة وأكدت أن لبنان يقوى حين تلتقي إرادات جميع أبنائه الطيبة، ويضعف ساعة تأخذنا الأهواء إلى مواقع النزاع والخصام.
ونقول ذلك، لأن أمامنا عمل كبير، وثمة ملفات لا بد من مقاربتها بحد أدنى من التوافق، لا سيما مع ما أشار إليه أمس رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان لجهة أن هناك تقريرا وصفه بـ "الصادم" في ملف التوظيف، واضعا الإصبع على الجرح، ولعل أبلغ ما ألمح إليه كنعان تمثل في قوله "المشكلة بالفعل هي في السياسيين الذين وظفوا أعدادا كبيرة بشكل مخالف، والزيادات التي اعطيت لأصحاب الحقوق من عسكر وإداريين ومعلمين من خلال سلسلة الرتب والرواتب".
وقال كنعان ما هو أخطر، حين صارح الرأي العام بأنه لا يلمس "سعيا جديا للتدقيق في الحسابات المالية، ويبدو ان ليست هناك نية لمكاشفة صريحة وشفافة ومحاسبة فعلية في موضوع المالية العامة، واستند في ذلك الى النقص لدى ديوان المحاسبة وعدم مبادرة الحكومة لملء الشواغر. فعن أي مكافحة فساد يتحدثون ولا حسابات مالية في لبنان إذ انها الكفيلة بكشف من ارتكب ومن لم يرتكب ومن خالف ومن لم يخالف؟".
لا نعلم مرة جديدة لمصلحة من العودة إلى سياسة التخوين؟ ومن هو المستفيد إذا ارتج بناء الدولة وسقط (لا قدر الله)؟ نعلم أن لا ملائكة في السياسة، ولكن نقول لنسلط الضوء على مصالحنا المشتركة، وهي مصلحة لبنان أولا وآخرا.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|