"صفقة القرن"... متى يتآمر العرب؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
لم تأتِ وسائل الإعلام الإسرائيلية بجديد حين نشرت اليوم بنودا من " صفقة القرن "، ولا يغير شيئا من الصلف الأميركي، خصوصا وأن الصفقة ترقى إلى ثمانينيات القرن الماضي، وإن تبدلت بعض بنودها مجاراة لمتغيرات إقليمية ودولية، وبغض النظر إن كانت ثمة تفاصيل غير واقعية فالعنوان واضح، اللهم ألا يتبنى العرب هذه المرة أيضا "نظرية المؤامرة" ونعود بالذاكرة إلى زمن الهزائم والنكسات.
في السياسة ليس ثمة مؤامرات، هناك من يخطط وهناك من لا يعدو كونه مجرد متلقٍ، ونحن كعرب لا نرسم خططا ولا نحدد أهدافا، ومن ثم نتهم الغرب بالتآمر.
يعبِّر الغرب عن مصالحه فيما نحن نستسهل المواجهة بطرح الشعارات لا أكثر، وفوق ذلك نؤثر البلادة، ولم نخطط يوما لنكون أقوياء قادرين على تحديد مصالحنا والدفاع عنها بالاستناد إلى رؤى استشرافية وخطط واضحة، وكم بتنا نتطلع إلى يوم يَسِمُــنَا فيه الغرب بالتآمر، وهذه ليست "تهمة" وإنما هي مبعث فخر واعتزاز وشموخ، كونها تؤكد أننا لا نستكين لإملاءات الآخرين ونعرف حدود مصالحنا وتطلعاتنا، فمتى "يتآمر" العرب؟!
لا يخجل الغرب بتوريد "مؤامراته" وإعلان أهدافه وتحصين حضوره وتحقيق مصالحه، الغرب واضح ونحن في غفلة من زمن نحاصر بعضنا البعض فنتآمر على قطر ونحاصرها، بغض النظر عن الموقف منها، ونشن حربا على اليمن، ونتآمر لتهديد أمن واستقرار دولنا، وفيما الغرب واضح ما نزال نحن أسرى ما "دبِّر في ليل"، وكأننا لا نزال ننتمي إلى زمن الغزوات القبلية، نعم لا يخجل الغرب لانه يخطط، ولا يظنن أحد أن صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية حققت سبقا صحفيا عندما نشرت الوثيقة المتعلقة بـ "صفقة القرن" وقد بدأت بجملة "هذه هي بنود صفقة العصر المقترحة من الإدارة الأميركية"، فالمطلوب أن تعمم هذه الوثيقة، فلا يطالعنا أحد بـ "نظرية المؤامرة" ويقحم الماسونية العالمية في صراعنا مع إسرائيل، و"صفقة القرن" خطة بنظر الغرب و"مؤامرة" بنظرنا.
نعلم أنه لا يمكن أن نبني خطة واحدة موحدة، فيما دول الخليج، وبحسب ما سربته الصحيفة الإسرائيلية، سوف تتكفل بـ 70 بالمئة من مساهمات الدول الداعمة، وليس ثمة ما هو أصعب من طعنات يتلقاها الشعب الفسطيني خصوصا والعربي بوجه عام من ذوي القربى. من يطالع بعض بنود الصفقة يتأكد أنها ولدت ميتة ولن تمر، وهي تمثل بعض أحلام وتوهمات الإدارة الأميركية، وما هو مؤكد يظل متمثلا في أن ثمة دروسا لم تستفد منها لا إسرائيل ولا واشنطن!
|
|
|
|
|
|
|
|
|