زيارة "تنفيسية"... ومعمل إسمنت "دايت"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
في تأكيد وزير البيئة فادي جريصاتي اليوم بأن "لا محميات سياسية بعد اليوم لعمل الكسارات ، بل هناك قوانين يجب احترامها والعمل بمضمونها"، "نتوقع" ألا تظل كسارة واحدة في لبنان، ومن الضروري أيضا إقفالها جميعها واستيراد البحص من الخارج، ومثل هذا الخيار، وفي ظل الفوضى وعجز الدولة، يظل الخيار الأمثل للحفاظ على ما بقي من بيئة وطبيعة لبنان، نعم استيراد البحص طالما أننا عاجزن، أمس واليوم وغدا، عن تنظيم عمل المقالع بعيدا من نفوذ السياسيين، وبعضهم شغل كسارات بطاقةٍ مضاعفة لتأمين مستلزمات حملته الانتخابية.
يبدو أن زيارة الوزير جريصاتي كانت اليوم بهدف تنفيس الاحتقان على خلفية ما أثير بين "الحزب التقدمي الاشتراكي" و"حزب الله" حول معمل "إسمنت الأرز" المزمع إنشاؤه في منطقة عين دارة العقارية، وتحديدا في خراب (وليس خراج) ضهر البيدر، وبدا أن الوزير جريصاتي أتقن في فترة زمنية قياسية بعض فنون السياسة اللبنانية، فيما مثل هذا الأمر يتطلب في العادة سنوات عدة ليصبح السياسي قادرا على سلوك الطرق الآمنة، على قاعدة: "وكفى الله المؤمنين شر القتال".
كنا نتوقع موقفا يصوب مسار أزمة نشأت مذ قرر بعضهم إنشاء مصنع "إسمنت الأرز" الخالي من التلوث، ولم يكن ينقصنا سوى أن تعلن الجهة القضائية التي "صوبت" وردت قرار وزير الصناعة وائل أبو فاعور، بأن مصنع الإسمنت يندرج ضمن مصانع "الدايت" القليلة السعرات التلويثية، وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه اليوم، فلا يمكن استبعاد فكرة أن يدخل خبراء التغذية على خط المواجهة، وتحضير قائمة ممنوعات لكل كسارة، خوفا من كولسترول ضار يفتك بأحدها.
لا نستغرب أن يتحول بعض القضاء في لبنان مرجعا بيئيا، وأن يصبح السياسيون أو بعضهم على الأقل خبراء قانون وبيئة وعلوم، وأن تختلط الأدوار فلا نعود نعلم من هي الجهة المولجة ضبط كل هذا الفساد ونحن يفترض أننا أطلقنا معركة مواجهة الفساد .
زيارة الوزير جريصاتي اليوم، بدت تنفيسية بوضوح حين نأى بنفسه عن موضوع مصنع الإسمنت، وحصره بوزارة الصناعة، لكن نسأل وزير البيئة عن الجانب المتعلق بوزارته، أي عن دراسة الأثر البيئي وموافقة وزارة البيئة على إنشاء المعمل، ونذكره بأن أحد المعنيين مارس فوقية على موظفي وزارته، وهدد وتوعد، هذه الواقعة سبقت مجيئه إلى الوزارة البيئة، ويمكنه أن يسأل الموظفين ليقدموا له تفاصيل أوفى.
لا نحسد الوزير جريصاتي على ما يواجه اليوم من تحديات وصعاب، خصوصا وأن الواقع البيئي في لبنان تخطى مرحلة العلاج بالأدوية، وبات يحتاج إلى مشرط جراح، أَعْلِنْ يا معالي الوزير حالة طوارئ بيئية، وافرض على الحكومة أن تدعمك بصلاحيات استثنائية، وجميع اللبنانيين وراءك وإلى جانبك وفي المقدمة إن أردت، فأنت اليوم مؤتمن على ما بقي من بيئة في لبنان، وتذكر أن التاريخ مقصلة لا ترحم!
|
|
|
|
|
|
|
|
|