إسقاط الحكومة في الشارع؟! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
العسكريون المتقاعدون قالوا كلمتهم أمس، وكان اعتصامهم من خلدة إلى ضهر البيدر وصور وشكا وغيرها من المناطق، رفضا لخفض رواتبهم ومستحقاتهم خطوة تحذيرية باتجاه الحكومة ومجلس النواب والمسؤولين في الدولة، واليوم ينطلق تحرك أوسع في مختلف المناطق، مع دعوة هيئة التنسيق النقابية للإضراب العام والشامل في الإدارات العامة والمدارس والثانويات والاعتصام في رياض الصلح، ومشاركة روابط أساتذة التعليم الثانوي والأساسي والمهني والتقني ونقابة المعلمين في لبنان ومتقاعدي الثانوي والأساسي الرسمي وموظفي الإدارة العامة (باستثناء بعض قطاعات التعليم الخاص)، وانضم إليهم تجمع العاملين في كل بلديات لبنان، إلى العديد من النقابات والقوى السياسية الرافضة لسياسة إفقار الفقراء.
إذا كانت الحكومة قد أرادت من التلميح إلى خفض الرواتب والمستحقات إطلاق "بالون اختبار"، فالجواب أتى أمس وسيأتي اليوم بـ "لا" مدوية، وقد بدأت الحناجر تصدح بما يعرِّي سلطة تسعى إلى تغطية إفلاسا يمثل بعض ارتكاباتها وسوء إدارتها بسرقة مكتسبات المواطنين في سائر قطاعات الدولة، وإذا كانت الحكومة أيضا تختبر "كرة الثلج" وإمكانية تدحرجها، فبالتأكيد هي في واد والناس في واد آخر، ذلك أنه لم يعد في الأساس ثمة كرة ثلج، وإنما جبل ثلج بدأ يزحف والآتي أعظم.
الحكومة أمام استحقاق صعب وعسير، فإما أن تعقلن توجهاتها وتضع خطوطا حمراء في مكانها الصحيح، أي اعتبار لقمة عيش المواطن جذوة نار من يدنو منها يحترق، وإما أن تحزم أمتعتها بما خف حمله وسهُلَ نقله وترحل غير مأسوف عليها، والكرة أساسا في ملعبها، ولديها متسع من الوقت كي تحاسب حيتان المال وتسترد ما بلعوا وازدردوا وشربوا، وكي تطلق حملة مكافحة فساد حقيقية غير محكومة بتغطية فساد النافذين والمساومة على إقفال ملفات بالتراضي والتوافق.
أن يسود حوار طرشان وسط ما نشهد من استحقاقات فذلك لا يبشر بالخير، ومن ظن أن التوزير "عراضة" و"شوفة حال"، لا يدرك أنه موظف يتقاضى راتبا، وأن عليه أن يكون على قدر مسؤولية في الموقع الذي انتدب إليه، ومن لا يتحمل مسؤولية ليس أهلا ليكون في موقع عام، لقد سقطت ورقة التوت أو تكاد، ومن ليس بأهل ليتحمل بعض مسؤولياته، أقله في مواجهة الفساد، فرحيله أقل ضررا، وفي كل الأحوال، إذا أصرت الحكومة، أو بعض أركانها، على المضي في إجراءات تقشف على حساب المواطنين، فسنشهد أولى بوادر سقوطها، أو بمعنى أصح إسقاطها في الشارع والساحات، ولنا من الأمثلة الكثير!
|
|
|
|
|
|
|
|
|