"شعنينة" ديما جمالي! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
- * " فادي غانم "
فاجأتنا بالأمس مواقف بعض المسؤولين من ذوي الباع الطويل في السياسة، خلال رصد أعداد ونسب المقترعين في انتخابات طرابلس الفرعية، وكانت لم تتعدَّ العشرة بالمئة حتى ظهيرة الأحد الإنتخابي، وفاجأنا أكثر اندفاعهم في استخلاص الدروس والعبر، ونعي الحياة السياسية في لبنان، وكأن بينهم من آثر أن يعظ اللبنانيين في "أحد الشعانين" بــ "روح رسولية"، حتى كدنا نظن أن زيتا رشَحَ من كلمات لم نقوَ على الاستجابة لها، إلا بالقول: "الله يساعدنا" وليكن الله بعون اللبنانيين بسائر طوائفهم ومعتقداتهم.
بين "أحد الشعانين" وانتخابات طرابلس ثمة بوْنُ شاسع، إلا إذا اعتبرنا أننا مصلوبون ونحن نعبر درب "الجلجلة" مثقلين بهزائمنا، مكبلين بأصفاد تدمي أجسادنا وتحيلنا أشلاء على قارعة خيباتنا، يوم عَبَرنا إلى السلم وكنا نظن أننا قاب قوسين أو أدنى من وطن، فيما لا نزال شعبا يخبط "خبط عشواء" ليستعيد حضوره، ويتواكب مع الأمم التي استطاعت أن ترسم حدود أحلامها وتنتصر لقضاياها.
يدهشنا أهل السياسة، وكأنهم بعيدون عن واقع تشظَّى منذ أمد طويل، ولا يبخلون علينا بالموعظة (ليس بالضرورة أن تكون حسنة)، متوهمين أن اللبنانيين غير مدركين مسبقا أنهم محكومون بالتنقل من خيبة إلى أخرى، حتى أولئك الذين اقترعوا لهذا أو لذاك، هم مقتنعون أنَّ شيئا لن يتغير، ولكنهم محكومون بخيارات أحلاها مُر، انطلاقا من تجارب السنين الطويلة، أما وقد انكشف لهم ما ظنوا أننا لا نعرفه، مؤكدين هواجس من خاصرة تردي واقعنا السياسي، فنقول لهم "صح النوم"، أما إذا كانوا قد وصلوا إلى مثل هذا الاسنتناج على إيقاع ووقع انتخابات فرعية طرابلس، فنقول لهم أيضا "صح النوم"، أما إذا كان ثمة من يريد أن "يعلِّم علينا"، فنقول له "خيِّط بغير هالمسلة".
لهؤلاء نقول، يوم أبطلت نيابة النائب ديما جمالي قلنا وكتبنا أنها عائدة، وهذا يفرحنا، فأن تستعاد نيابة امرأة وبغض النظر في أي موقع كانت فهذا مطلوب ليكون المجلس النيابي معبرا عن شريحة واسعة من اللبنانيات، وكنا نعلم أيضا أن طرابلس ستشهد تحالفات تعضد جمالي وتيارها السياسي، ولم نتوهم أن نتائج الانتخابات ستعرف مع فرز آخر صندوق، فالاحتفالات بالفوز انطلقت قبل فتح أقلام الاقتراع.
ساعة تصبح الديموقراطية شكلا من أشكال التورية لنتوهم أننا ديموقراطيون، فذلك هو الإحباط الذي تحدث عنه بعض مسؤولينا، وكأنهم في حضورهم اليوم أتوا من مجرات بعيدة، أو أنهم ليسوا نتاج ديموقراطية شوهاء.
في كل الأحوال، قُدِّر للنائب جمالي أن تعود مرة جديدة إلى المجلس النيابي، وقُدّر لها أيضا أن تعود في "أحد الشعانين"، ونقول لها، ألف مبروك.
*الحاكم السابق لجمعية أندية الليونز الدولية – المنطقة 351 (لبنان، الأردن، العراق وفلسطين) *رئيس "جمعية غدي"
|
|
|
|
|
|
|
|
|