"حلوا" عن الجولان! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– أنور عقل ضو
من لا يملك حيثية سياسية وروحية واجتماعية وثقافية، غالبا ما يبحث عن حدث يطل منه فاردا عضلاته، مزايدا، ملتمسا رضى الناس، مستدرا عطفهم، وهؤلاء موجودون في كل الطوائف، ولا استثناء واحدا يمكن ذكره في هذا المقام، وهؤلاء "أشرس" من القوى السياسية نفسها الفاعلة والمؤثرة في واقعنا السياسي، برغم أن بعض هؤلاء من مسؤولي أحزاب لا يتعدى عدد المنتسبين إليها عدد أصابع اليد الواحدة، بمن فيهم حاجب المكتب والنادل الذي يقدم القهوة لضيوف الغفلة!
وإذا ما استعرضنا بيانات ولقاءات شبه يومية لهؤلاء، نجد على سبيل المثال، أحزابا تستميت في الدفاع عن " حزب الله " أو عن " القوات اللبنانية " و" التيار الوطني الحر " وغيرها من الأحزاب الوازنة في المشهد السياسي اللبناني، علما أن هذه الأحزاب ليست بحاجة لدعم من يملكون حضورا باهتا وملتبسا، دأبهم البحث عن منصة لإطلاق مواقف "تذكيرية" بأنهم موجودون، وللمفارقة، دائما ما يكون هؤلاء أكثر نشاطا بــ "التغريد التويتري" وإصدار البيانات وإطلاق مواقف "عنترية" تثير فينا الشفقة من خواء وتبلد وفراغ سياسي، يبقى دائما محكوما بإفلاس لا يُحاسب عليه القانون، حتى وإن كانت "شيكاتهم" بلا رصيد فهم معفيون من ملاحقة قانونية، على قاعدة أن بعض الحكي "ليس عليه جمرك".
ولأن قضية الجولان اليوم هي الأبرز مع قرار أجوف لرئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب وإعلان هذه المنطقة من سوريا أرضا إسرائيلية، فثمة "مادة دسمة" للصراخ والعويل ذودا عن الجولان المحتل، علما أن الجولان صامد بأهله منذ أكثر من أربعين عاما، وما زال أبناؤه على موقفهم ورفضهم التخلي عن هُويتهم السورية العربية، وما قرار ترامب الأخير بأكثر من "شيك" بلا رصيد وتهويما وتضليلا لا يقدم ولا يؤخر في مسار الصراع العربي – الإسرائيلي.
وما بدا نافرا في اليومين الماضيين أن مسؤولين دروزا أصدروا وما زالوا بيانات وتصريحات لم تفض لغير تصغير هذه القضية من كونها قضية عربية أولا وإنسانية ثانيا مع رفض "الاتحاد الأوروبي" ومعظم دول العالم لقرار ترامب، إلى اعتبارها قضية تعني الدروز.
ولأن هذه البيانات تتضمن مواقف ناشزة لا لزوم لها في معمعة هذا الصراع، ولأن التطورات الأخيرة تستهدف المنطقة برزمة من أجندات مشبوهة، كان الأجدى الصراخ عندما أعلن الأميركي القدس عاصمة "أزلية" لإسرائيل، ومن هنا، وبكل محبة نقول للجميع "حلوا" عن أهل الجولان، لأن الجولان ما استجدى دعم أحد يوما، وهو صامد بأهله، كان وسيبقى!
|
|
|
|
|
|
|
|
|