"الثائر"... الصوت لا الصدى! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
تلفزيون "المستقبل": "لن يخرج كل ما سيقوله حزب الله ردا على الأرقام والحقائق التي كشفها الرئيس فؤاد السنيورة، عن كونه إتهامات زائفة لن تقدم ولن تؤخر في قلب الحقائق التي باتت واضحة للقاصي والداني".
تلفزيون "ان بي ان": "رئيس الحكومة الأسبق (السنيورة) سمى نفسه ووضعها في قفص الإتهام بتوتر وعصبية تثير الكثير من علامات الاستفهام، وخصوصا أنها ترافقت مع عراضة إعلامية جعلها منصة للتجييش السياسي والمذهبي وسوق الاتهامات لحرف الأنظار عن القضية الأساسية وهي ملف الحسابات المالية للدولة".
مسموح لإعلام الطوائف أن يقول ما يريد، أما إذا تحدثنا وقلنا رأينا كإعلام نلتزم المعايير المهنية والأخلاقية ومن على ضفة محايدة فنتعرض للنقد، وبأننا نؤثر التهويل على التهدئة والتهور على العقلانية، علما أننا لا نفتئت ولا نتهجم ولا نبخِّر، فقط نعكس الواقع مع تحليل المعطى السياسي وإن اقتضى الأمر أن نخز أحيانا حد الإيلام، فالإعلام - وليسمح لنا المتحصنون خلف متاريس الطوائف - ليس منبرا لممارسة الترف، وإنما لـ "ينبغي علينا إعمال العقل في الخبر"، وهذا قول لابن خلدون.
نعم الإعلام مسؤولية تفرض على الصحافي أن يقدم ما لا تعرضه منصات الإعلام الرسمي والطائفي، ما يعني أن الاجتهاد مطلوب بحثا عن حقيقة غالبا ما تكون مغيبة، أما مسح الجوخ فنتركه لغيرنا ممن يتقنونه حتى يتهرأ الجوخ ومعه الحرير، ونعلم أن مقالة آلمت وأوجعت لن تغير في الواقع شيئا، ولكنها تعبر عن رأي مختلف، وهذا هو المطلوب، لأن التغيير يتطلب سنوات، ويتطلب كذلك مراكمة الوعي المجتمعي لصوغ وبلورة مفاهيم وأفكار تبعدنا وتخرجنا من دائرة ضيقة يُراد لنا منها أن نكون مجرد صدى، ولكننا نؤثر أن نكون الصوت، ولسوانا أن يتلقف الصدى ويقدمه طبقا مزينا على مائدة الإعلام الطائفي أو المحكوم باعتبارات لا دخل لنا بها ولا تعنينا لا من قريب أو بعيد.
محطات الطوائف قدمت روايتين متناقضتين حيال قضية واحدة، كشفتا عورة النظام التحاصصي، والحال ليس بأفضل بالنسبة إلى سائر محطات التلفزة في لبنان، وجلّها تحول منصات طائفية تجيش الناس وتؤلب المؤيدين والأنصار.
أردنا فقط أن نقدم عينتين كي لا نُظلم إذا ما سرنا عكس اتجاه الريح، ودأبنا في "الثائر" أن نكون الصوت لا الصدى، ولو كره الكارهون!
|
|
|
|
|
|
|
|
|