الدولة في واد والناس في واد آخر! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
في غمرة الحماس والاندفاع في تشجيع منتخبنا الوطني لكرة السلة أمس، ولا سيما من قبل أهل السلطة، إذ توحدوا للمرة الأولى في واقعة نادرة الحدوث، ومع استمرار السجالات، ثمة خوف حقيقي من أن يتحول مجلس الوزراء إلى ملعب كرة سلة، خصوصا في ضوء ما حصل في جلسته الأخيرة من سجالات أقرب ما تكون إلى تقاذف كرات، وكادت أن تفجر الحكومة من الداخل، لا سيما وأن ثمة من أخطأ التسديد وأصابت كراته الجمهور، أي نحن، من ينتظر طحينا ورحى تدور دون جعجعة، استنادا إلى مثل جاهلي يضرب للتدليل على كثير الصخب بلا فائدة: "أسمع جعجعة ولا أرى طحينا".
من هنا ثمة سؤال لا يني يطل مع كل عثرة وأزمة، كيف ستتمكن الحكومة مستقبلا من مواجهة مثل هذه العواصف السياسية؟ وكيف ستواجه تحديات المرحلة لتتفرغ إلى القضايا الأخرى الملحة، والتي تكتسب الأولوية: اقتصادياً ومالياً ومعيشياً، فضلا عن الإصلاحات المطلوبة وإيجاد الحلول الناجزة لها؟
وما يؤرق فعلا، عودة السجال حول الصلاحيات بين الرئاستين الأولى والثالثة، وهذا ما يؤكد هشاشة الوضع السياسي، وتطلب ردا من وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، لفت فيه إلى أن من يحدد المصلحة اللبنانية العليا هو رئيس البلاد، وإذا اختلفت وجهة نظره مع طرف آخر، حول موضوع النزوح السوري مثلاً، تصبح الورقة السياسية في هذا الموضوع قابلة للنقاش في مجلس الوزراء، مشيراً إلى ان رئيس الجمهورية لا يتعدى لا على صلاحيات رئيس الحكومة ولا على الحكومة مجتمعة.
ومن هنا، نجد أن البداية غير مشجعة، ومقاربة الأمور الخلافية من باب الصلاحيات يعني أن ليس ثمة ما يبشر بإمكانية التوافق حول العديد من الملفات، أبعد بكثير من ملف النازحين السوريين، ما يشي بأن التعطيل قد يكون حاضرا من باب الاجتهاد غير الموفق، وهو اجتهاد سياسي محكوم برؤى متباينة حول العناوين الأساسية المتعلقة بالسياسات العامة للدولة، وهنا مكمن الخوف ومبعث القلق، وليس بغريب أن تتوارد الأسئلة المتصلة بواقع لبنان المحكوم برؤى مختلفة لا تجد إلى الآن ما يوحدها.
في المقابل، ما عاد يجدي التصويب على مكامن الخلل، ولا على تفاصيل ما هو ماثل اليوم، لكن ما هو مؤكد لا يحتاج عناءً كبيرا لمعرفة أن الدولة في واد والناس في واد آخر، وأن المواطن يريد أن يرى طحينا لا أن يسمح جعجعة!
|
|
|
|
|
|
|
|
|