النهوض أو الانهيار! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
– محرر الشؤون السياسية
أمام الحكومة الآن، وبدءا من الأسبوع المقبل فرصة حقيقية لإخراج لبنان من غرفة العناية المركزة وإعادته للحياة صحيحا معافى باستقراره واقتصاده، لكن شرط ألا نعود إلى نغمة السجالات وتقاذف الاتهامات والتشاتم، ونكون بذلك استحقينا أن نكون أصحاب الفرص الضائعة.
إذا ما تتبعنا مآل التطورات في اليومين الماضيين، خصوصا عقب جلسة مجلس النواب الأخيرة ونيل الثقة بنحو مئة وأحد عشر صوتا، يتأكد دون أدنى شك بأن ثمة سانحة سياسية اليوم قد لا تتكرر غدا، وربما تكون الأخيرة في مسار الإصلاح المطلوب وبناء الدولة القوية القادرة على أسس يختفي معها الكثير من مفردات السنوات الماضية، كالفساد والمحاصصة والصفقات وتلزيمات التراضي وغيرها، وهذا ما نعلق عليه آمالا كبيرة توازي حجم طموحاتنا وتطلعاتنا نحو غد أفضل.
نقول هناك فرصة وإن كنا نتريث من باب الحذر المشروع، خوفا من أن ينحرف المسؤولون بعيدا ناقضين العهود بعناوينها الكبيرة وهي موضع إجماع، خصوصا وأننا اكتوينا بتجارب غير مطمئنَة مع حكومات سابقة، ولا نزال نرى أن الفرصة ممكنة إن تعاضد وتآزر الجميع، ومن هنا، نرى أن المطلوب الآن تعزيز وتبني التسويات السياسية التي شهدناها بين سائر الأطراف ومن كل مكونات الطيف السياسي اللبناني، كي لا نُصْدَمَ بعد كل هذا التفاؤل، ويكون الإجماع على مواجهة التحديات والأزمات مجرد شعار يبــــهَتُ ويتلاشى عند أول استحقاق.
يبدو حيال كل ذلك أن رئيس الحكومة سعد الحريري بدأ يعد العدة لعمل يريده استثنائيا وفي لحظة استثنائية، وهذا أول الغيث، ومن المتوقع تشغيل محركات الحكومة بدءا من الإثنين الطالع، وسط الحديث عن تكثيف وتيرة اجتماعات مجلس الوزراء، فضلا عن وضع وتبني جدول أولويات للتصدي بادىء ذي بدء للمشكلات الأكثر خطورة على الوضعين المالي والإقتصادي، وقطاع الكهرباء يأتي في المقدمة وهذا المطلوب الآن خصوصا وأن هذا القطاع يستهلك نصف المديونية العامة.
ولا بد في هذا السياق، من التأكيد بأن الإرادة الصادقة لإيجاد الحلول، يجب ألا يعترضها ويعيقها غياب المشروع الموحد أو الرؤية الحكومية الواحدة لكيفية حل هذه الأزمة، وهذا ما يبعث على القلق ويبقي التفاؤل مشوبا بالحذر، على قاعدة المثل اللبناني "من اكتوى بالحليب ينفخ في اللبن"، ولا نطرح مخاوف وتساؤلات من قبيل "تهبيط الحيطان"، ولعل جميع المسؤولين يدركون أننا وصلنا إلى نقطة اللاعودة، فإما النهوض أو الانهيار.
|
|
|
|
|
|
|
|
|