وليد جنبلاط... البيئة أولا! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
وحده رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب السابق وليد جنبلاط أدى ما هو مطلوب منه في موضوع تشكيل الحكومي، فتنازل عن المقعد الدرزي الثالث لصالح رئيس الجمهورية، وطالب في الوقت عينه من سائر القوى السياسية التنازل لصالح التسوية، ونأى بنفسه، بما يمثل ومن يمثل، عن أزمة التأليف وآثر ألا يكون حجر عثرة في طريق أي حل ممكن، حتى وإن كان بعيدا، يطل من آن لآخر بتغريدة منبها ومحذرا من مغبة المماطلة وسوْق البلد نحو المجهول، ودائما بما قل ودل، وهذه خاصية "جنبلاطية" سبقت إطلاق موقع "تويتر" بسنوات، فقط بضع كلمات تختصر موقفا سياسيا، وتكون كفيلة بإيصال رسالة، على غرار تغريدته منذ أيام، لفت فيها إلى أنه "يبدو أن أبواب تشكيل الوزارة مقفلة أو أن الضوء الاخضر لم يأتِ بعد".
"واجه" جنبلاط العاصفة "نورما" من على شاطئ المريسة في بيروت، وتصدرت صوره مع عقيلته نورا وسائل التواصل الاجتماعي في أوج غضبة البحر وأمواجه العاتية، ونشر صورا رائعة لطبيعة لبنان، ساحلا وجبلا، محلقا في فضاء البيئة والتراث، وكأنه يشغل نفسه بما هو أجدى وأكثر نفعا من الدخول في متاهات السياسة، دون الاستقالة من موقع ودور، فيغرد ساعة يكون التغريد حاجة لتمرير موقف، وتظهير ما يؤرقه وسط مخاوف من أن تأخذ صراعات المنطقة لبنان إلى مواقع لا يمكنه تحمل تبعاتها.
وكان لافتا للإنتباه ما نشر من صور عبر "تويتر" لمعصرة دبس قديمة، وكتب معلقا: "معصرة خروب في معاصر الشوف لإنتاج دبس الخروب وإلى جانبها معصرة للعنب لإنتاج دبس العنب"، منوها إلى أنه "في الماضي، كان الجبل يعيش من خلال هذه المعاصر وغيرها من النشاطات قبل النزوح إلى المدينة وهجرة الأرض"، وأراد أن يذكر اللبنانيين عموما وأبناء الجبل بشكل خاص بإرث الماضي، في دعوة صريحة لإعادة إنماء الريف، والحد من مفاعيل الهجرة إلى المدينة.
وبالأمس زار جنبلاط " بيت محمية أرز الشوف " الطبيعية في بلدة معاصر الشوف، لمتابعة تطورات الأعمال القائمة في المحمية من نواحٍ مختلفة، خصوصا وأن هذا الموقع لم يعد مجرد منطقة تحظى برعاية رسمية وأهلية، لا بل تحول إلى فرص عمل ودورة إنتاج عنوانه الاستدامة واستعادة تقاليد الماضي برؤى وإنجازات مبدعة وخلاقة.
مع وليد جنبلاط نروغ قليلا من هموم السياسة، وننسى للحظات أننا نواجه عقم المواقف، وما استبد من أزمات تحاصرنا من كل اتجاه، لنتأكد أن ما تفرقه السياسة تجمعه البيئة بما تمثل من فضاء إنساني، كُتبَ للمختارة أن تكون حاضنة لتراث لبنان وطبيعته، وعلى قاعدة: البيئة أولا.
|
|
|
|
|
|
|
|
|