أحلام "دونكيشونتية"! |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
#الثائر
فيما نواكب سائر التطورات والأحداث الأخيرة، وما ابتلينا به من مصائب وكوارث، بدءا من تعثر تشكيل الحكومة مرورا بحال الطقس وما خلفت العاصفة "نورما" من أضرار، وتعقب أخبار الزائرة الثانية "ترايسي" وما بعدها المنخفض "جو"، وصولا إلى القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، لا نتوقع أكثر من تلقي إحباطات جديدة، والعودة إلى خيبات ما برحت تتوالد وتكبر منذ أن نشأ لبنان على ميثاق ملتبس، أو في أسوأ الأحوال لم نستفد من كونه إطارا جامعا لهواجس الطوائف والمذاهب والإثنيات، فجعلناه مستحضرا لهواجس أكبر قابلة للانفجار، وانفجرت في محطات تاريخية بوجه اللبنانيين وعاشوا فصولا من حروب لم تبقِ ولم تذر.
لم يتغير شيء منذ الاستقلال إلى اليوم، باستثناء أن تسوية 1943 صمدت حتى العام 1958، لكنها اليوم، وبصيغتها المحدثة (اتفاق الطائف) مهددة أكثر، وإذا ما عدنا إلى الوراء قليلا نجد أننا محكومون بالتعطيل مع كل استحقاق، إلى أن تتبلور معالم تسوية إقليمية تريح البلد إلى حين، وما إن يحل استحقاق جديد نعود إلى التعطيل كما هو حالنا اليوم مع حكومة عنوانها "وحدة وطنية" غير قابلة لأن تترجم بتوافق داخلي.
وفي ظل نظام لا أحد يحترم نصوصه الدستورية، لا نتوقع أكثر من إدارة الخلافات ومعظمها غير متصل بتشكيل حكومة، وإنما بما يمكن أن يكسبه كل فريق من مغانم ومكاسب، فيما نرى كثيرا من السياسيين تراودهم أحلام "دونكيشونتية"، وبعضهم صدق أن هالة حضوره حقيقية، وأنها ليست مجرد غبار لا أكثر، كالزبد يذهب جفاء.
المشكلة أننا واصلون إلى حد الإفلاس، والمغانم صارت مقتصرة على استجلاب المزيد من القروض ومضاعفة الدين العام، وإذا ما استمر الحال على ما هو عليه، فسنشهد أزمة اقتصادية كتلك التي واجهتها اليونان في العام 2010، مع فارق بسيط، وهو أن هذه الأزمة هددت استقرار منطقة اليورو، ووجدت اليونان مظلة أوروبية جنبتها كوارث، فحصلت على مساعدات مقابل تنفيذها لإصلاحات اقتصادية واجراءات تقشف تهدف إلى خفض العجز بالموازنة العامة، أما بالنسبة إلى لبنان فحتى لو تمكنا من إيجاد مظلة داعمة فستكون بأكلاف كبيرة، فالدول والمؤسسات المانحة والمقرضة ليست مؤسسات خيرية.
كل الخوف أن نظل على هذا الجمود، والخوف الأكبر أن تقودنا الأحلام "الدنكيشوتية" إلى مواجهة طواحين هواء غير موجودة إلا في مخيلة أكثر من "دونكيشوت لبناني"!
|
|
|
|
|
|
|
|
|