بعد راس السنة القروض السكنية ستعود مجددا
#الثائر
لقى وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال الدكتور بيار رفول محاضرة، بدعوة من هيئة قضاء المنية - الضنية في التيار الوطني الحر في قاعة المؤتمرات ببلدة كفرشلان، بعنوان "الوضع السياسي والتعاون الانمائي"، في حضور منسق تيار المستقبل في الضنية نظيم الحايك، رؤساء بلديات، مخاتير، فعاليات المنطقة.
الشامي
بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيبية من منسق التيار في القضاء جاد الشامي، ألقى رئيس بلدية كفرشلان ناصر الشامي كلمة رحب بها برفول، وأشار إلى معاناة الضنية "التي تعتبر الأكثر حرمانا، متمنيا "الإهتمام بالمنطقة أكثر، وإيصال صوتنا إلى كبار المسؤولين في الدولة من أجل معالجة مشاكلنا، وأهمها ضعف البنى التحتية، لأن المشكلة الأكبر في الضنية أنه لا توجد فيها شبكة لمياه الصرف الصحي، وكذلك لا توجد شبكة لمياه الشفة والري، برغم من انها الأكثر غنى في لبنان بالمياه".
رفول
ثم، ألقى الوزير رفول كلمة، قال فيها: "إن هذه المنطقة قامت على التلاقي والصدق منذ فجر التاريخ، ونحن تعلمنا هذه القيم من جدودنا، لأن الوطن بجناحيه المسيحي والمسلم وحتى اليهود لم يتواجدوا صدفة، فمنطقتنا هي أرض الاديان والحضارات، والقدس تبقى بوصلتنا جميعا. ان فلسطين كانت نموذجا لتلاقي الاديان السماوية الثلاثة، لكن الاسرائيليين اغتصبوها ونكلوا بأهلها. هذا الظلم والتامر لا يدوم. اليوم نسمع ان القدس هي عاصمة اسرائيل، لكن القدس هي عاصمتنا جميعا. فالمسلمون والمسيحيون لم يقولوا يوما ان القدس عاصمتنا، ولم يحتكروها لوحدهم ولا اضطهدوا بقية الشعوب، هي عاصمة الاديان السماوية، فلسطين لم تطرد المسيحيين من ارضها، وعندما كان الفلسطينيون هم حكام فلسطين كان عدد المسيحيين بين 30 و35 في المئة، اليوم لم يبق فيها اكثر من 1.5 في المئة بعد احتلال اسرائيل لفلسطين، هذه الكذبة التي يقولونها واجبنا ان ندحضها وندحض اللعبة التي لعبت على شعب مسالم، شعب لم يعتد مرة على احد".
واضاف: "هناك حملة مبرمجة بدات اواخر القرن الماضي لتشويه صورة الاسلام، وتغيير الراي العام فيه، وهذه مؤامرة وكذبة كبيرة نقدر نحن مسيحيو المنطقة الذين عشنا واياكم اكثر من 1400 سنة ان ندحضها، وان نعيد للاسلام الصحيح حقه، هنا وفي كل بلاد العالم، وهذه واجباتنا. الاسلام ليس دين قتل وتهجير وتكفير، الاسلام دين عدل وشورى ورحمة، والمسيحية ليست تقوقعا وبغضا وكراهية بل انفتاحا وتسامحا ومحبة، هكذا التقيا يعبدان الها واحدا، والتقيا على القيم نفسها وعاشا سوية، وتقاسما المر والحلو، وبالرغم من كل شيء لم يستطع احد ان يفرقهما عن بعضهما".
وتابع: "انا مسلم في هذه المنطقة علاقتي مع الله عمودية، وانا مسيحي في هذه المنطقة علاقتي مع الله عمودية، لكن انا كمواطن في اي دولة عربية صورتي جزأين نصفها مسلم ونصفها مسيحي، واي تشويه لاي جزء من صورتي هو تشويه لي جميعا. من هنا واجبي ان ادافع عن اخي المسلم لانه بذلك اكون ادافع عن نفسي، وواجب اخي المسلم ان يحافظ علي لأكمل انا واياه الرسالة السماوية التي وكلنا بها".
وقال: "لا توجد منطقة في العالم عاش فيها المسيحي والمسلم اكثر من 1400 سنة ولم يحصل فيها اقتتال، ولا توجد منطقة في العالم قادرة اليوم في هذه الموجة التي يتخبط فيها من كراهية وتصادم وتنافر وحروب، مثل لبنان بخاصة والدول العربية والمشرق عموما يستطيع ان يعطي هذا النموذج الانساني الذي العالم اليوم بحاجة له اكثر من اي وقت مضى".
واضاف: "الارهاب لم يضرب المسيحيين وحدهم بل ضرب كل الناس، وقتل كل الناس، وهجر كل الناس، واليوم يتفكك، من اسسه ومن كان وراءه، الهدف الذي نرى نتائجه اليوم هو تفكيك الدول العربية، وتفقيرهم ونهب ثراوتهم. يخلقون احادية في دولهم حتى يشرعوا احادية الدولة الاسرائيلية، لن يقدروا فالتاريخ لا يعود الى الوراء، نحن ذاهبون صوب التلاقي ونريد ان نكون نموذجا للعالم، وقادرون على ذلك، علينا فقط ان نبدا. العام الماضي في الامم المتحدة طرحنا امام دول العالم ان يكون لبنان مركزا لاكاديمية تلاقي الاديان وتفاهم الحضارات، وان شاء الله قريبا سيكون لبنان مقرا لهذا المركز، وسيبدأ الاشعاع على العالم كله، لانه لا احد يعيد المسيحيين الى ارضهم وبلادهم سوى اخيهم المسلم، ولا احد قادر ان يدافع عن الاسلام بهذا الصفاء الا المسيحي ابن هذه المنطقة، وهذا هو الذي يجب ان نقوم به معا".
وتابع: "نحن من مدرسة العماد ميشال عون. العام الماضي تمت دعوتنا الى مؤتمر في الازهر، فكلفني العماد عون وشرفني ان اذهب وان امثله في المؤتمر، وسألني ماذا ستقول في المؤتمر، قلت له سأقول الرسالة التي علمتنا اياها، وكانت كلمتي اهم كلمة تقريبا قيلت في المؤتمر باعتراف شيخ الازهر والموجودين، وصارت نموذجا ليس لانني انا كتبتها، بل لان هذه هي الحقيقة التي يجب ان نعلنها للعالم، نحن لسنا طائفيين، ولا انعزاليين، ولا يوجد احد يقدر ان يفرقنا عن بعضنا. قبرص خلال 20 يوما قسموها وما تزال مقسمة حتى اليوم، بينما لبنان من سنة 1975 وحتى اليوم يجربون ان يقسموه ولم يستطيعوا، ليس لان السياسيين لا يريدون تقسيمه، بل لان الشعب لا يريد ان ينقسم".
وقال: "نحن ابناء مدرسة ترفض التقسيم وتجميل التقسيم بالفدرالية والكونفدرالية، نحن مع وحدة لبنان. اول مرة التقيت بالعماد ميشال عون كنت انا وثلاثة شباب. قال لنا انتبهوا لا تدعوا احدا يغشكم ببلد مسيحي او ببلد مسلم، بهذا يكون خراب لبنان وزوال معنى وجوده، لبنان رسالة مسيحية ـ اسلامية بحدوده المعترف بها دوليا، هذا الذي يستحق ان نستشهد من اجله ليبقى موجودا".
واضاف: "نحن من مدرسة رفضت الانتماء لاي جهة خارجية، هذا سر قوتنا، وهذه هي استقلاليتنا. يوم استلم العماد عون الحكومة الانتقالية، قال لنا امرين لم ننساهما: اذهبوا وتعرفوا على اخيكم الذي تجهلونه، لانه اخوكم، وافتحوا معه حوارا، ذهبنا الى كل المناطق اللبنانية، اما ثاني امر قاله لنا فهو ان شجعوا الناس ان يبدوا رايهم على صوت عال، ضدي او معي لا فرق، لاننا لا نستطيع ان نحرر وطننا بشعب خائف وذليل. كل لبنان التقى في بعبدا تحت شعار من 3 كلمات: سيادة وحرية واستقلال، وانا اعود لاكرر واقول لكم، كم تحدثوا ان الجيش اللبناني حينها كان طائفيا وانعزاليا وهو جيش منقسم عن الجيش اللبناني، كنا حوالى 15 الف جندي تحت امرة العماد عون في منطقة صغيرة، لكن قرارها كان حرا، كان ثلث الجيش مسلما والثلث الاخر مسيحيا. يوم نفذوا علينا الحصار كان المازوت والبنزين والفيول ياتينا من طرابلس، والخضار تاتينا من صيدا من فلسطينيين ومن اسامة سعد، والضاحية كانت مفتوحة لنا، والجبل ايضا. كل المكونات اللبنانية كانت مع وحدة لبنان، وكان العماد عون حينها قد رفع شعارا هو ان لبنان اكبر من ان يبتلع واصغر من ان يقسم".
وتابع: "هجرنا وعدنا الى الوطن، عدنا لنحكي مع الكل. اخر مؤتمر في باريس قال العماد عون لنا نحن عائدون الى لبنان، ليس بامكاننا ان نحكم لبنان وحدنا، يجب ان ننفتح على الكل، على الجبل والشمال والجنوب والبقاع، لان سر الحفاظ على وحدتنا الوطنية هو وحدتنا وتماسكنا، لانه عندما نكون متماسكين لا يقدر احد علينا".
وقال: "تمسكنا بهذا الفكر وهذا النهج، وفي العام 2016 حصل وفاق سياسي اوصل من أسسه الى سدة الرئاسة في بعبدا، وهو العماد ميشال عون، ثم حصل وفاق وطني والفنا حكومة وحدة وطنية، وقال الرئيس في خطابه يومها: سأعطي الاولوية للمناطق النائية، التي حرمت من حقوقها، ألفنا حكومة استطعنا ان نقرر فيها امورا لم تقرر منذ 50 سنة، مثل تلزيم النفط، وقانون انتخابي اعطى كل لبناني الحق ان يصل الى المجلس النيابي. واهم امر قمنا به ما كان العماد عون دائما يقوله لنا، كي تبنوا دولة عليكم ان تعملوا على امرين: الاول هو الامن، فنحن اليوم نحسد في لبنان على امننا من كل دول العالم، عبر حفظ المواطن في حياته، والثاني هو القضاء الذي يحفظ المواطن في حقوقه".
واضاف: "كانت الحرب مشتعلة في لبنان، حتى انه في طرابلس بقيت الحرب اربع سنوات لانه كان هناك شارعين يتقاتلان، ولم تتوقف الحرب لانه لم يكون هناك قرار. عرسال ظُلمت لانه لا يوجد قرار لرفع الظلم عنها. مناطق كثيرة في لبنان ظلمت لانه لا يوجد قرار. خلال اول لقاء لمجلس الدفاع الاعلى في بعبدا بعد انتخابه قال فخامة الرئيس لهم يوجد عندنا اربعة اجهزة امنية، مخابرات الجيش، امن الدولة، الامن العام وفرع المعلومات، يجب ان تنسقوا مع بعضكم في كل عملية امنية".
وتابع: "في لقاء اخر تحدثوا عن كيفية انهاء الارهاب، لما استوت القصة اعطى امرا بالقضاء على الارهاب في لبنان. قبل 20 يوما ارسلني فخامة الرئيس الى عرسال، وعندما وصلت الى ثكنة الجيش في رأس بعلبك، قالوا لي لا يمكنك الذهاب بسبب الوضع الامني، قلت لهم اريد الصعود الى بلدية عرسال، وفيها التقيت كل مكونات البلدة، قلت لهم جئت لاقول لكم وصية من فخامة الرئيس تتضمن 3 نقاط، اول نقطة انه لن نغلط غلطة السبعينات عندما تركت الدولة اللبنانية الجنوب والبقاع الغربي لاسرائيل وخرجت. عرسال في قلبنا وفي قلب لبنان. ثاني نقطة الجيش اللبناني الموجود عندكم هو جيش أتى ليحميكم لا ليعتدي عليكم، هو ابوكم واخوكم وصهركم وابنكم، عليكم التعاون معه وان تحافظوا عليه بدموع العينيين وان تساعدوه. حصلت معركة فجر الجرود لم يجرح فيها اي مواطن من عرسال، ولم يدمر فيها بيت واحد، ولم يكن اي عرسالي ضد الجيش، بل كانوا مع الجيش وانتصر لبنان على الارهاب في 48 ساعة. كان ينقصنا قرار لننفذ ذلك".
وقال: "في مؤتمر سيدر الذي عقد في باريس أعطي لبنان قروضا ميسرة وهبات ب11 مليار ونصف مليار دولار. الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون قال في كلمته الختامية نحن نعطي لبنان هذه الاموال لنحمي اوروبا من الارهاب، لانه في اليوم الذي انتصر فيه لبنان على الارهاب في فجر الجرود، لم يعد هناك اي عملية ارهابية بكل اوروبا".
واضاف: "بما يتعلق بالوضع السياسي اليوم. فقد انجزنا الانتخابات، واتفقنا على معيار لتشكيل الحكومة، بان كل الكتل التي لديها 4 نواب واكثر يحق لها التمثل في الحكومة. بدأ الشد والجذب، ما إن ننتهي من عقدة ندخل في عقدة اخرى. واخر عقدة كانت عقدة النواب السنة الستة. اريد ان اكون واضحا وصريحا، وقال ذلك الرئيس عون، هم ليسوا تكتلا نيابيا، لانهم خلال الاستشارات مع رئيس الجمهورية كل واحد منهم اتى وحده او جاء مع كتلته النيابية، وكذلك خلال الاستشارات في القصر الحكومي اتوا كل واحد لوحده، لم نفهم كيف صاروا بعد ذلك تكتلا واحدا ويريدون وزيرا سنيا. اما الامر الاخر الذي نؤكد عليه فهو انه لا يحق لاحد ان يمد يده على طائفة اخرى، فهذا امر ميثاقي. الامور وصلت الى هنا وهي معقدة، لكن ذلك لم يمنع الحكومة من العمل، فهي تعمل وهناك قرارات كبيرة اتخذناها وسنكملها".
وتابع: "للذي يخيفكم من انهيار الليرة اللبنانية نقول اي عملة في العالم حتى تحمى تحتاج الى 40 في المئة كاحتياطي من العملة الصعبة، نحن عندنا 83 في المئة لحماية الليرة، وعندنا نحو 12 مليار دولار من الذهب. اما الاقتصاد فانه مجمد بسبب زيادة الفوائد، لان المستثمر يقول انه اذا كنت سأحصل على 10 % فائدة على الدولار و16 % على الليرة، لماذا اعمل واتعب نفسي. اما قروض الاسكان ففضيحتها ان جزءا غير ضئيل حصل عليه الاغنياء بدلا من ان ياخذه غير الميسورين ليبنوا اسرا ويتملكوا بيوتا، لكن ان شاء الله بعد عيد راس السنة هذه القروض السكنية ستعود مجددا".
وختم رفول بواقعة حصلت معه يوم طلب احدهم منه خدمة، وهو ليس مع نهجه السياسي، فقال: "اني مسؤول في الدولة وعلي ان اخدم جميع الناس بمطالبهم المحقة، وقد استطعت حل الموضوع امامه. واستغرب صاحب الخدمة هذا التصرف فعقب الوزير رفول، قائلا: "هدفنا القضاء على المزرعة، لأننا نؤمن بثقافة بناء الوطن. ونحن امامكم وامام الله نتعهد بأننا سنخدمكم لأنه واجب علينا ذلك، ولأن لديكم حقوقا ايضا، نحن معكم سوف نبني وطنا للاجيال الجديدة".
ثم قدم رئيس بلدية كفرشلان ناصر الشامي درعا تذكارية لرفول.
وطنية -