#المغرّد
قلق إسرائيلي من دعوات في واشنطن لقطع أو تقليص المساعدات الأميركية
أعربت مصادر سياسية في تل أبيب عن قلقها في أعقاب تصريحات دبلوماسيين سابقين وبعض القيادات اليهودية «وارتفاع أصوات تطالب بوقف أو تقليص الدعم الأميركي لإسرائيل».
وقالت إن «هذه الدعوات تنطلق بدعوى تبدو في الظاهر بريئة، وهي تتحدث عن إسرائيل كدولة غنية لا تحتاج لمساعدة، ولكنها تخبئ نيات سياسية جارحة تعبر عن انتقام سياسي من الحكومة اليمينية بقيادة بنيامين نتنياهو».
وقالت المصادر، لصحيفة «هآرتس»، إن المزعج بشكل خاص أن هذه الدعوات لا تقتصر على خصوم إسرائيل في الإدارة الأميركية أو «الكونغرس»، بل إنها تشمل أيضاً عدداً من القيادات اليهودية في الولايات المتحدة.
وكان اثنان من السفراء الأميركيين السابقين في إسرائيل قد وجَّها الدعوة إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، لتقليص المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل. وفي مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، قال دان كرتسر ومارتن إنديك، إن العلاقات بين البلدين ستكون أفضل إذا لم تكن قائمة على الاعتماد الاقتصادي، وإن «الاقتصاد الإسرائيلي قوي بما فيه الكفاية، ولا يحتاج إلى مساعدة».
تعارض مع السياسة الأمريكية
وقال كرتسر، الذي شغل منصب السفير في تل أبيب بين عامي 2001 و2005، إن المساعدة التي تقدمها الولايات المتحدة لإسرائيل «لا تمنحها أي نفوذ أو تأثير على القرارات السياسية أو العسكرية الإسرائيلية».
وأضاف: «توفر المساعدات الأميركية لإسرائيل الحاجة إلى اتخاذ قرارات صعبة، مثل مكان استثمار أموالها، وبالتالي تسمح لها باستثمار الأموال في سياسات تتعارض مع السياسة الأميركية، مثل البناء في المستوطنات».
وأما إنديك، الذي كان سفيراً للولايات المتحدة لدى إسرائيل مرتين، بين 1995 و1997، ومرة أخرى في عامَي 2000 - 2001، وشغل أيضاً منصب المبعوث الأميركي للمفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في عهد الرئيس باراك أوباما، فيقول إن إسرائيل «يمكنها تمويل نفسها، وستكون أكثر صحة للعلاقة بين البلدين إذا فعلت ذلك بمفردها».
وقد انضم إليهما في هذا الموقف صاحب المقال في صحيفة «نيويورك تايمز»، نيكولاس كريستوف، الذي كتب في مقاله الأخير أن فكرة التخلي عن تقديم المساعدات السنوية الثابتة بقيمة 3.8 مليار دولار، تنتشر بسرعة في الولايات المتحدة، وليس فقط احتجاجاً على سياسة حكومة نتنياهو، بل قبل ذلك بكثير.
تأييد الشارع الأمريكي
وقال الكاتب الصحافي الشهير، توماس فريدمان، في مقابلة مع القناة «12» الإسرائيلية، إن «الموقف الذي يتخذه الرئيس جو بايدن من حكومة بنيامين نتنياهو، بما في ذلك التفكير في إعادة النظر بالسياسة الأميركية المساندة، يحظى بتأييد واسع في الشارع الأميركي؛ فإسرائيل «وبسبب سياستها الظالمة للشعب الفلسطيني ومشروعاتها الاستيطانية، وكذلك بسبب تخليها عن الديمقراطية، باتت عبئاً لدى كثيرين، ولذلك يطالبون بوقف المساعدات».
وفي رد على سؤال حول احتمال فرض عقوبات على إسرائيل، أجاب: «لا أعتقد؛ فالأميركيون يشعرون بالملل من السياسة الإسرائيلية. ويقولون في الغرف المغلقة إن سياسة تل أبيب تجاه الفلسطينيين (كارثية). تخرب على الدولة الفلسطينية المستقلة، وفي الوقت نفسه تثبت حل الدولة الواحدة. «وهذا الحل انتحار للحركة الصهيونية».
وتابع فريدمان: «يقولون عندنا: إسرائيل معنية بالانتحار. لا بأس فلتنتحر. ويقولون إن إسرائيل تتخلى عن الديمقراطية. فلتتخلَّ؛ هي الخاسرة. لن نصرف طاقاتنا على إفهامها ما هي مصلحتها».
تأتي هذه الأقاويل على خلفية فترة معقدة في العلاقات الإسرائيلية - الأميركية، حيث أعربت إدارة بايدن عن استيائها الشديد من محاولة الانقلاب على منظومة الحكم وعلى القضاء في إسرائيل، وتعمق الفجوة في المواقف بين إسرائيل والحزب الديمقراطي الأميركي، وتتزايد معارضة الدعم الأميركي لإسرائيل.