#المغرّد
ثلاث خيارات أمام باسيل! ترشيح أزعور لم يحل الأزمة، وأسهم قائد الجيش تتقدم.
اكرم كمال سريوي
هل حسم حقاً رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، خياره في موضوع رئاسة الجمهورية، بتبنيترشيح جهاد أزعور؟؟ يبدو أن ترشيح أزعور لم يحل الأزمة بل زادها تعقيداً بعد أن تحول إلى مرشّحٍللمعارضة في مواجهة مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، بدل أن يكون مرشحاً توافقيًا.
اللقاء الديمقراطي لم يحضر لقاء المعارضة الذي تبنى ترشيح أزعور، وكان رئيس الحزب الاشتراكي وليدجنبلاط قد لوّح بالورقة البيضاء، في أي جلسة يُطرح فيها مرشّحي تحدّ. وأكّد النائب بلال عبدالله فيإجابة على سؤال، حول إمكانية تبني ترشيح أزعور، الذي كان ضمن الأسماء التي اقترحها جنبلاط منذالبداية، قال: المرشح التوافقي هو الذي يوافق عليه الطرفان الموالاة والمعارضة، وليس الذي يتبنى ترشيحهطرف في وجه الآخر.
يبدو الآن أن أمام باسيل ثلاث خيارات، يشعر أنها لا تخدم مصلحته، ولا تلبي مطالبه، بل على العكسفإن أحلاها مُرٌّ.
كان يأمل باسيل أن يكون هو مرشح حزب الله للرئاسة، خاصة بعد تعرضّه للعقوبات الأمريكية، بسببعلاقته بالحزب. لكن ولأكثر من سبب، تلاشت حظوظ باسيل الرئاسية، فاختار حزب الله دعم خصم باسيلسليمان فرنجية، وهذا خيار يعارضه ويرفضه باسيل بشدة.
ويرفض باسيل بشدّة أيضاً وصول قائد الجيش جوزاف عون إلى الرئاسة، لأنه يعلم أنه لن يكون خاضعاًلطلباته وشروطه، والأخطر أنه سيأكل من شعبية باسيل في الشارع المسيحي، وتحديداً من جماعةالتيار.
بعد تبني الثنائي الشيعي ترشيح فرنجية، اضطر باسيل للمناورة في موقفه، وهو يحاول أن يبتز حزبالله، ففتح قنوات الحوار مع المعارضة، وسعى للاتفاق مع القوات اللبنانية على أسم مرشح واحد.
ويعلم باسيل جيداً أنه قد يكون صانع الرئيس، أو ربما قد يخرج من المعادلة، فيما لو ارتكب خطأً فادحاً.
فالخيار الأول لباسيل بالاتفاق مع المعارضة، له محاذير عديدة، لأنها ما زالت تُعلن أنها لا تثق بباسيل،وتحديداً القوات اللبنانية، والأهم تشرذم المعارضة وهي غير قادرة على إيصال مرشحها إلى بعبدا.
يعلم باسيل أن اتفاقه مع المعارضة سيجعله في مواجهة مباشرة مع حزب الله، وهو لا يرغب بكسر الجرةمعه، لأن ذلك يعني أنه خسر آخر حلفائه السياسيين.
الخيار الثاني أمام باسيل أن يغطي انتخاب سليمان فرنجية، بحيث يؤمن النصاب لجلسة الانتخاب،ويترك الحرية لنواب التكتل، ولمن يرغب منهم بالتصويت لفرنجية.
في هذا الخيار سيكسب باسيل وعوداً وضمانات من فرنجية والحزب، بحصّته في الحكم.
لكنه غير مقتنع بخيار فرنجية لعدة أسباب، أهمها فقدان الثقة، ويخشى باسيل أن تنقلب الأمور عكس مايشتهي، لإن فرنجية عندما يصبح رئيساً، لن يكون بحاجة إلى باسيل، ولن يكون مطواعاً.
الخيار الثالث أن يبحث باسيل مجدداً عن اسم، توافق عليه القوات اللبنانية، وحزب الله، ولكن تدور رحىحرب طاحنة على هذا الاسم، مع المعارضة وحتى داخل التكتل، ففي حين يريد البعض تبني ترشيح اسممن التكتل، كإبراهيم كنعان، أو آلان عون، أو فريد البستاني، ترفض المعارضة ذلك بشكل قاطع، والقواتوالكتائب يطرحون أسماء أقرب إلى المعارضة يتحفظ عليها باسيل، لعلمه بأنها تستفز حليفه حزب الله.
بعد تدويل مسألة انتخاب الرئيس، واستجداء الأطراف اللبنانية للتدخلات الخارجية، دخل العاملالطائفي، وبات المشهد الرئاسي، أشبه بصراع شيعي مسيحي على كرسي الرئاسة، ففي ظل تشرذمالقوى السنية، وانكفاء وليد جنبلاط، وتلويح اللقاء الديمقراطي بالتصويت بالورقة البيضاء، يتشدد حزبالله بالتمسّك بمرشحه للرئاسة، الذي بات يرى فيه الجانب المسيحي، عملية فرض لإرادة شيعية علىالمسيحيين، وهذا ما يجعل موافقة باسيل على انتخاب فرنجية ، إذا حصلت، بمثابة خضوع للإرادةالشيعية.
في ظل هذا الانسداد الرئاسي باتت أسهم قائد الجيش العماد جوزيف عون، تتقدم على باقي المرشحين،خارجياً وداخلياً.
ويرى البعض أن موافقة الرئيس بري، على تمرير توقيع مراسيم ترقية العقداء في الجيش، وباقي القوىالأمنية، إلى رتبة عميد، والتي جاءت بعد زيارة قائد الجيش له في عين التينة، هي بمثابة رسالة إلىجبران باسيل، مفادها أنه اذا اتفق مع المعارضة على مرشح ضد إرادة الثنائي الشيعي، فالثنائي قديسير بترشيح قائد الجيش، الذي سيفوز عندها حتماً بمنصب الرئيس.
ولكن باسيل الرافض لوصول قائد الجيش، بحجة الحاجة إلى تعديل الدستور، بات عليه أن يتجرّع الكأسالمرة، بالاختيار بين جوزيف عون وسليمان فرنجية، أو أن يتمسك بمرشح المعارضة، ويكسر الجرة معحزب الله.