مقالات وأراء

«الشيوعي» الصيني أم «المحافظون»؟

2022 تشرين الأول 24
مقالات وأراء الشرق الأوسط

#المغرّد

«الشيوعي» الصيني أم «المحافظون»؟

مأمون فندي

بين إمبراطورية أفلت شمسها لتصبح دولة عادية من دول أوروبا الغربية، وإمبراطورية قديمة في الشرق تتجدد كل فترة بدافع استمرارية الحضارة والتاريخ، وفي الحالتين تتجلَّى السياسة الدولية في معاركهما المحلية الأصغر، سواء معركة الحزب الشيوعي في بكين أو معركة حزب المحافظين في لندن. وما بينهما انتخابات نصفية في الكونغرس الأميركي، ومؤتمر المناخ في شرم الشيخ... تُرى أي منها يستحق الكتابة عنه، معركة إعادة ترتيب البيت في الصين أم معركة حزب المحافظين في بريطانيا؟ وعمن نكتب؟ عن روشي سوناك وبوريس جونسون أم عن شي جينبينغ وهوجنتاو، وبينهما تايوان ونانسي بيلوسي؟

أفكر فيما يربط الحالتين وأنا أمشي في شوارع لندن، لأكتشف للحظة أنه يمكن أن ترى الصين من لندن، وكذلك يمكن أن ترى بريطانيا من بكين أو تايوان. فالسياسة قبل وبعد تكشفها حركة البشر ومواقفهم.

عندما تسير في شوارع لندن ومتاجرها الكبرى يستوقفك المشهد الصيني، فالصينيون اليوم في لندن هم أكثر الجنسيات إنفاقاً في المتاجر الكبرى والمطاعم، شيء يشبه العرب أيام الفورة والطفرة النفطية، عندما كانت النظرة هي أن كل عربي يمشي في شوارع لندن هو من الأثرياء، حتى وإن كان غير ذلك. اليوم يحل الصيني محل عربي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي.

إذ لم يعد الإنجليزي يتوقف عند ما ينفقه الأثرياء العرب كثيراً، فمهما عظم الإنفاق العربي فلن يصل إلى ربع ما ينفقه الصيني على الأنواع المختلفة من الملابس الراقية أو المجوهرات. الصيني في لندن اليوم ينظر إليه نظرة مغايرة، وينعكس ذلك على رؤية البريطاني للصين دولةً بازغةً بوصفها قطباً منافساً لإمبراطورية أميركية آخذة في الترهل.

في بكين كانت عيون الحزب الشيوعي مركزة على تايوان، ومعها على بريطانيا والغرب الذي يتم اختباره كل عام تقريباً ويثبت عجزه في تايوان. سواء كانت زيارة نانسي بيلوسي لتايوان في سماع الصينيين لإدانات وزيرة الخارجية ليز تراس، وتذكريها للصين بقواعد اللعبة الدولية: أي لا يحق لجار كبير ابتلاع جار صغير. خصوصاً بعد استعدادات الصين وصواريخها التي طارت فوق تايوان. روسيا وأوكرانيا مثل واضح لتحرك دولة كبرى لابتلاع جارة صغرى. الموقف متشابه ولا يفُوت الصينيين دروس أوكرانيا، ولا يفوتهم أبداً ثمن الغزو المنتظر.

العالم من بكين يبدو كالعالم من لندن، ولكن ببرودة أعصاب، وأن أقصى ما يمكن أن تفعله حكومة بكين هو طرد هو جينتاو من مؤتمر الحزب.

الصين -كما هو واضح للعيان- مسيطرة في الشرق، وبدأت سيطرتها أيضاً تظهر بقوة في شوارع عواصم الغرب، بينما يحاول بوريس جونسون أن يجرّب حظه مرة أخرى في انتخابات الحزب في مواجهة البريطاني من أصول هندية روشي سوناك.

أما العرب فقد تراجعت قوتهم الشرائية بالمعنى الواسع، ولم تعد العواصم الغربية، ولا حتى الشرقية، تهتم بهم كثيراً، باستثناء بعض الدول العربية التي دخلت في مواجهات مع واشنطن، من خلال تخفيض أسعار النفط.

بين الحزم في بكين والفوضى التي تسيطر على حزب المحافظين البريطاني تتَّضح الفجوة بين بقايا إمبراطورية بادت، وأخرى بازغة.

اخترنا لكم
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
أبي المنى يدعو إلى شراكة روحية - وطنية تصون الوطن وتحمي مرتكزاته
المزيد
قاسم في تشييع نصر الله وصفي الدين: المقاومة لم تنته وهي تكتب بالدماء ولن نسمح باستمرار قتلنا واحتلالنا ونحن نتفرج
المزيد
الرئيس عون أمام الوفد الايراني: لبنان تعب من حروب الآخرين
المزيد
اخر الاخبار
إعلان عن شراكة استراتيجية بين جمعية غدي وجمعية حماية الطبيعة في لبنان لدعم “الحمى” إعلاميًا وعلميًا
المزيد
الجزائر.. وفاة 3 عسكريين في عين تموشنت
المزيد
رئيس الجمهورية يستقبل سفيرة لبنان في قبرص.. ويزور السعودية الأحد
المزيد
أوفتشاروف: دعم أوكرانيا استثمار في الأمن العالمي!
المزيد
قرّاء المغرد يتصفّحون الآن
صفير في افتتاح منتدى بكركي: للإنطلاق بمسيرة تحول ايجابي
المزيد
الصمد: احتكار الطوائف للتمثيل غير مقبول
المزيد
قيومجيان: يا أهل السلطة المتسلطة إرحلوا فالشاشات سئمت وجوهكم الصفراء
المزيد
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاربعاء في 06-03-2019
المزيد
« المزيد
الصحافة الخضراء
غانم: المحميات الطبيعية ضمانة بيئية واستثمار في المستقبل
ألنبيذ اللبناني بات ينافس في الاسواق الاميركية والاوروبية لويس لحود: انتاجنا ١٢ مليون قنينة وطموحنا ٥٠ مليون قنينة
فيديو.. هكذا تحطم صاروخ "ستارشيب" وتساقط حطامه
كابي فرج رئيساً لنقابة مزارعي البطاطا في البقاع
ماذا عن التقرير الاولي لتحديد الاضرار والحاجات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي؟
بدانة البشر والكلاب.. دراسة مثيرة تكشف عاملا مشتركا