#المغرّد
اكرم كمال سريوي
آلان عون يكشف حيثيات اتفاق ترسيم الحدود، وانتخاب رئيس جديد للجمهورية لن يتم بأكثرية ٦٥ صوتاً.
بدعوة من السفير السابق منصور عبد الله، ورئيس مركز الاستشارية للدراسات عماد رزق، عُقد أمس الإربعاء لقاء حواري مع عضو تكتل لبنان القوي النائب آلان عون، في مكتب السفير عبدالله في بيروت، حضره نخبة من المهتمين بالشأن العام، من سفراء سابقين، وضباط متقاعدين، وأساتذة قانون، وإعلاميين.
عن اتفاق الترسيم:
تحدث النائب عون عن اتفاق ترسيم الحدود، الذي تم التوصل إليه بين لبنان وإسرائيل برعاية أمريكية فقال :
إن اللحظة الدولية سمحت بتحقيق هذا الانجاز، ونعترف وبكل شفافية وصراحة بان المصلحة لكلا الجانبين اللبناني والإسرائيلي سمحت بالوصول الى الاتفاق . هذا الاتفاق هو اتفاق أمريكي مع كل من لبنان وإسرائيل، وضغط الإدارة الأمريكية أدّى لإنجازه، وكذلك المعادلة التي وضعها لبنان والمقاومة "لا تستخرج اسرائيل الغاز بدون ان يستخرج لبنان" ساهمت في تحقيق الاتفاق.
وعن أهمية الاتفاق قال عون: إن اتصال الرئيس الأمريكي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالرئيس ميشال عون لتهنئته، هو دليل واضح على الأهمية التي يوليها الجانبان الأمريكي والفرنسي لهذا الاتفاق، وفي كل الحالات فإن هذا الانجاز يسجل للرئيس عون رغم كل ما حصل في عهده لأسباب متعددة دولية ومحلية.
وبالنسبة للبنان فعلى الصعيد المالي الاتفاق فتح آفاق كبيرة للبنان، ولو على المدى المتوسط والطويل طبعاً، لكن حتى في المدى القريب، فإنه فور بدء التنقيب سيكون بإمكان لبنان تنفيذ عقود مستقبلية يمكن أن تساهم في تدعيم الوضع المالي. وعند بدء الانتاج يمكن الانتقال الى وضع جديد، خاصة في مجال انتاج الطاقة قي لبنان حيث ستنخفض التكلفة، ولن يكون لبنان بحاجة إلى شراء الغاز من الخارج، هذا اضافة الى دخول العملات الصعبة إلى البلد.
وأوضح عون أنه سيتم تكوين صندوق سيادي من عائدات الغاز والنفط، سيكون الى جانب الاحتياط الذهبي، وقد تكون التجربة النرويجية في هذا المجال مفيدة للاستفادة منها.
لكن بالرغم من ذلك سنبقى على المدى القصير، بحاجة الى صندوق النقد الدولي، لأن عائدات النفط الفعلية قد تبدأ بعد ٤ سنوات على أفضل تقدير.
وبعد الآن قد نشهد بعض التسهيلات الامريكية للبنان، بدءاً من استجرار الغاز المصري، وإلى عمليات التنقيب، وغير ذلك، لكن يبقى احتمال استمرار الضغط علينا قائماً إيضاً، فالعلاقات الدولية متشابكة، ولكن الضمانة الأمريكية لتنفيذ الاتفاق مهمة جداً، وهناك مصلحة أمريكية في حماية استقرار لبنان.
ثلاث مسارات للإنقاذ:
وأضاف عون : هناك ثلاث مسارات يحتاجها لبنان للنهوض :
المسار الأول هو الاتفاق على ترسيم الحدود، لبدء استخراج الغاز، وهذا حصل، وشركة توتال أتت إلى لبنان وستبدأ بالتنقيب مجدداًً، خاصة في البلوك رقم ٩. وليس خافياً طبعاً أن الشركات النفطية لديها مصالح مع الولايات المتحدة الأمريكية، فالتنقيب في البلوكات اللبنانية البعيدة عن الحدود، لم يكن له علاقة منطقية بالترسيم، لكن من الواضح أنه كان هناك ارتباط خفي، بين اتفاق الترسيم وبدء الشركات الأجنبية عملها في المياه اللبنانية.
المسار الثاني هو صندوق النقد.
لا بد من الاتفاق مع الصندوق، فهو ممر اجباري لنا، ولا بديل عنه، لكن شروطه قاسية، ونخوض معركة حقيقية في هذا الموضوع، لأن بعض الشروط لا يمكن القبول بها، خاصة ما يتعلق بإعفاء الدولة من تحمل أي مسؤولية عن الأزمة المالية، وهذا يعني أن المودعين سيتحملون العبء الأكبر من الخسائر، ونحن نرفض هذا الأمر، والمعركة القادمة أيضاً ستكون على الكابيتال كونترول، وإعادة هيكلة المصارف.
المسار الثالث هو اعادة تكوين السلطة، وأنا لا اقصد تشكيل حكومة الآن، وهي قد تتشكل في الأسبوع المقبل ولكن هذا ليس أكثر من إدارة للأزمة والفراغ الرئاسي، بل ما أقصده هو في المستقبل وان تُشكّل سلطة فعلية تعطي صدمة إيجابية للبنان على كافة الأصعدة.
انتخاب رئيس للجمهورية.
وعن انتخاب رئيس جديد للجمهورية قال عون: إن المجلس النيابي أصبح مشرذماً، ولا يمكن انتاج رئيس جمهورية بدون تحالف كبير، والأمر غير وارد بمعادلة ٦٥ صوتاً، فالبلد يحتاج إلى توافق عريض، ومن الواضح أنه لم يحصل حتى الآن، ولذلك لا أتوقع أن يحصل خرق في الجلسات التي ستنعقد فبل نهاية هذا الشهر.
وأوضح عون: نحن وحلفاؤنا ندرك أنه لا بد من الحوار مع الآخرين، لكن في الموضوع الرئاسي، فالمسافة بعيدة مع القوات اللبنانية، وكذلك هناك صعوبة في التفاهم مع النواب التغييرين، ويبقى أنه علينا الحوار مع كتلتي اللقاء الديمقراطي والنواب السنة للوصول إلى توافق، حول شخصية الرئيس المقبل.
وعن موقف التكتل قال عون: نحن طرحنا رؤيتنا للرئيس المقبل، وأبدينا الاستعداد لدعم مرشح من خارج التكتل، اذا كان يتوافق مع مشروعنا، ونحن نريد رئيساً بأسرع وقت ممكن، وأنا أخشى أن يكون تشكيل الحكومة الآن عاملاً سلبياً، بحيث يركن الجميع إلى إدارتها للبلاد، ويخف الضغط في موضوع انتخاب رئيس جديد للبلاد.
وعن الحلفاء قال عون : إن حزب الله حذر في موضوع الرئاسة، والشخصية التي قد تكون مقبولة بالنسبة لنا قد لا يوافق عليها الحزب، فهو لديه معطياته الخاصة، وصحيح أن الحزب يريد التوافق على رئيس، لكن طبعاً لديه رؤيته وشروطه الخاصة في هذا الموضوع.
وفي إجابة على سؤال إذا كان التكتل يمكن أن يرشّح أحد أعضاءه، غير النائب جبران باسيل قال عون: التكتل قبل بمرشح من خارجه، وهو طبعاً يقبل بمرشح من داخله، إذا كان هناك فرصة حقيقية للتفاهم حوله مع باقي الفرقاء.
وعن الموقف من انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون، خاصة بعدالدخول في مرحلة الفراغ واحتمال حصول تدهور أمني واقتصادي، قال عون: أن التكتل لم يبحث بعد هذا الموضوع، وهو أعلن موقفاً واضحاً ويسعى لانتخاب رئيس في أقرب وقت وفقاً للأصول الدستورية.
وفي ختام اللقاء كان هناك عدة مداخلات من المشاركين، وعدة أسئلة أجاب عليها النائب عون بصراحة، مؤكداً على أننا أمام فرصة حقيقية للنهوض بالبلد، وعلينا العمل جميعاً لتحقيق ذلك.