#المغرّد
المرجع الروحي الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ يدعو إلى وحدة الصف وحل قضية قبر شمون
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الأمير عبد الله التنوخي(ق): " فلا محنة أشقٌّ في هذا الزمان من موت العقل والجَنان, من مات جسمه عزَّي في دنياه ومن مات قلبه عزَّي في آخراه"
والحمد لله المحيي لأموات القلوب بحياة أنواره القدسية
أيهاالإخوة!
في مسيرة كل أمّة مراح لمفصلية، تتطلب وقفة للتفكير وإعمال العقل في أناة، وأن يتعمق أبناؤها ولو قليلاً دون أن يغرقوا في شؤونهم وشجونهم. ذلك لأن الاندفاع نحو المستقبل دون رؤية قفزة في الظلام.
ونحن في لبنان، نمر اليوم بواحدة من أخطر هذه المراحل. لحظة خطرة لكن لا تدعو إلى اليأس. ومصيرنا متوقف على أي مسار سنسلكه.
أيها الإخوة المعروفيون،
يملك المرء أن يستقيل أو يعتزل، لكن الأمم لاتستطيع أن تعتزل. ولقد استطاعت طائفة الموحدين الدروز بمواردها التاريخية وبمواريثها الإنسانية أن تؤدي دوراً هاماً على مرِّ تاريخ لبنان، وكانت شريكاً أساسياً في صوغ حضارته. لكن اليوم، حال هذه الطائفة المعروفية يدعو إلى القلق. فلا يمكن لأي أمة أن تذهب إلى مستقبلها وهي خائفة
ومنقسمة. وإَّنه لمن المؤسف حقا أَّن جرح حادثتي الشويفات وقبر شمون لم يلتأم بعد، لقد تعددت محاولات حل هاتين القضيتين وكان أبرز الساعين الغيارى اللواء الوطني عباس ابراهيم. قَّلة أولئك الرجال الذين هم على نسجا للواء. وهم على قَّلتهم كالأعمدة ترسوا على كواهله اأثقال المداميك لتومض من فوق مشارفها قبب المنائر. لله
دّرك حضرة اللواء في مساعي الخير.
إخواني الموحدين،
إن داعي الإيمان يدعو إلى الّرشد، وداعي العقل يدعو إلى التّفكر، وداعي الّنبل
يدعو إلى إلتّرفع عن الأحقاد، وداعي التّوكل يدعو إلى الثّقة، وداعي المعرفة يدعو إلى الّروح، فالإيمان المتكامل يدعو إلى الحق والخير والجمال.
خابت أَّمة لم يكن لديها داعي من هذه الدواعي. وإَّن أكثر اللحظات خطورة في تاريخ الأمم هي حين يتعثّر العقل ويشطّ الجموح.
رسالتي إلى أهالي الضحايا: علاء أبي فرج، رامي سلمان، سامو غصن، وسامر أبي فرّاج، أن تكونوا كالرّواسي تتقبل هوج الأعاصير وزمجرة السّحب لتعكسها من مصافيها على السفوح خيارت رقيقة، عذبة المذاق، وتكون مكسباً وامتداداً لأجيال متعاقبة. ولطالما ارتوت هذه الأرض من دم أبنائها، ثم أزهرت نُبلاً وكرماً. وعزاؤنا جميعاً أن تكون دماء أبنائكم قبلة الفجر في ليٍلٍ طالت دجيته.
أيهاالإخوة،
لقد ظللت أفكر توحيدياً كيف كّنا عندما كّنا شيئاً واحداً، ولكن للرصيد المعنوي قيمة لا يجوز في أغلب الأحيان أني ستهان بها، وهي التي نلتقط بها وحدتنا كي نكون كما قال السيد المسيح ( عليه السلام): "أنا فيكم وأنتم فيّا وأنا في أبي".
فإلى إخواني الموحدين أسوق رسالتي هذه، تيمناً في طلب وحدة الصف ونبذ الخلافات. فيها من الأمل ما يضيء على الأقل شمعة واحدة في طريق أبناء طائفة الموحدين الدروز. والواقع الصريح،أ نّ الخلاف من حصرفقط بين القيادات العليا للأحزاب وأن الصلح ممكن بقدر ترفعهم عن مصالحهم.. لكني رميت بالمحاولة. والله ولي
التوفيق. جاء في سورة الأحازب: {يا أُّيها الذين آمنوا اتّقوا الله وقُولوا قولاً سديداً يُصلح لكم أعمالكم، ويغفر لكم ذُنوبُكْم.
صدق الله العظيم